| النســــــاء ... | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: النســــــاء ... الأحد نوفمبر 29, 2009 12:37 am | |
| التي .....
زارها الضوء في هيئة صيادِ أعمى فاصطادت عينيه ،
والتي ....
أنشأتْ وطناً أبيض في سواد عينيها ، وانسلت من بين الأحرف مهرة ً عربية ً كهند ، ... رأيتها تغسل الهم بالهم وتخلق المشتهى بعيدا قريبا مثل حكاية صغيرة تداولناها صغارا أضفنا وحذفنا منها، وانتحلنا الكثير دون أن ننسى حركة الذيل التاريخي المتدلي على صدر الساحرة والذي يبرز دائما عند الحديث عن رجل ما كان طُعمًا وكان كمينا طعما ولازال كمينا ، .....
والتي....... فقأت قلبها بحكاية بريَّة أليفة ، سئمت صورتها وأحبت المتحوِّل دون أدنى إلتفاتة للحمار الذهبي أوللفتاة صاحبته ، هذه المعتوهة لاتصلي في الأرصفة ولاتحب الوصفات غير المعتقة إنها المرأه الأشد عتوا والأطول قصرا والأشهى وكل صيغ التفضيل والمبالغة / نون النسوة ولام الأمر وواو الجماعة وناشئة الليل ، إنها صفحة طويلة من الأحلام والقصف وبقايا المآذن والمدن والجديد في كل جديد ... .
والتي ..... انتهزتها الفرصة فقامت على الـــدَّن كامرأة ٍ.... / تعبر حافته ولاتحترق وقيل تحترق بطرق غريبة عن سلطات المطافئ وأكاديميات الحذر والنحاة المستعملين في الهوامش تحت الشموع وعلامات الترقيم .
*كل هؤلاء ـــ والبقية تأتي ــ لا يقبلن التصنبف المذيل بالسبب العلمي المعروف والفاضح /ذلك السبب الذي نرى مثله على علب السجائر وفي غرف الدردشة ،،،، إنه آخر الحجج التي يمكن أن يقتنع بها أطفال حارتنا تاهيك عن أولادها / لاعلاقة لهن بهذا المربع مثلما لاعلاقة للمثنى والمثلَّث بهنَّ / مثلما لاعلاقة لهن بالأشكال الهندسية الأخرى وبهم . ....
عدل سابقا من قبل الفيلسوف في الجمعة سبتمبر 30, 2011 3:07 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: النســــــاء ... الأحد نوفمبر 29, 2009 12:38 am | |
| النساء
تمرُّ النساءُ على القلب ِ كما يمرُّ السحابُ أو كما يمكثُ الضوء .
كثيرات كثيرات كأنهن العصافير على عزلة ِ الغصن . و هذا الفؤاد يميل بهن ميل العذوق .
هنا .. سأتذكر سرب نساء ٍ سربَ حمائم سرب أعراس ٍ وربما سرب عذابات ٍ شهية .
سأتذكر... التي جلست تحت النخيل ِ تقضي حاجتها من الظلال والضوء. كاشفة ً عن بلور ٍ وعن أقمار أنوثة . حين بزغتُ كفطر ٍ نفرت بكسل ٍ كمهرة ٍ حرون واستدارت هادئة ً كعبّاد شمس ٍ ؛ كي تحمي حقلاً مكسوًّا بعشب ٍ ناعم ٍ كزغب ٍخفيف وإذا بي أبصر رابية ً من تفاح ٍ وقشدة ٍ وندى قليل . ـ تلك رابيةًٌ ناضجة ٌ ! قلتُ . وأنا بعدُ في البراءة الأولى . .... الآن أقول متحسرًّا : لعنة ُ الله ِ على البراءات ِ الأولى جميعًا .
والتي أحصنتْ نصّها عن التأويل ِ ، وحقلها عن فضة الملامسة .
والتي دعكت ياقوتتيها بالشموس ِ البريئة ِ وسفرجلها بحنكة ِ المرايا .
والتي احترتُ في وصفها ، فأسررتُ لنفسي : ـ تلكَ محضُ ثقوب ٍ ينبغي أن تُسّد !
والتي اكتسى مثلثها بالضوء الوسيمِ وتحلّتْ دائرتُها بما ليس يُوصَف .
والتي ازّينتْ لحفاة ِ الريح ِ وعابري السرير ِ ونابشي الأضرحة .
والتي لم يكتف ِ صهيلُها بالجياد ِ اللاهثة ِ على عجل ٍ فتشبثتْ بزناة ٍ مفترضين وبقاطفي أثمار ٍ فجّة ٍ وتخلّتْ عن المساومة .
والتي وقفتْ بباب ِ النهر ِ عارية ً فيما صكّتْ وجهها عن قمرٍ كان يتوضأ على مقربة ٍ واستدارتْ غاضبة ً ، تحت ذرائع صيانة العفة ِ ، وحراسة الفضيلة ، و السهر ِ على ِ ما رتّبَ الأسياد !
والتي دخلت في المرايا ، عنوة ً ، حتى هرمتْ كجثة التاريخ أو كإجاصة ِ الفضيحة ، وراحت أنوثتها تتداعى كما يتداعى الجدار .
والتي خرجت من قنينة الوقت ِ ، ظامئة ً ، فتدفق الماءُ من سرتها.. لتستحيل السرة أرضًا ، ومنفىً ، وخيمة ً وملاذًا للظامئين .
والتي كلما لامستْ حجرًا استحال طيرًا بإذن أنوثتها .
والتي إن ضحكتْ سالتْ الأشجارُ في الشوارع واستحالت ِ النوافذُ غيومًا والأبوابُ كواكبَ من زبيب ٍ والشوارعُ أفراسًا والممراتُ قصائد .
والتي اكتفتْ بأنوثتها وضنّتْ بها على معشر ِ العشاق وندماء ِ المرفأ وسادة ِ الندى وسدنة ِ الخصوبة ِ وأثرياء ِ الرغيف ،ِ وصرخت في برية ٍ متقشفة ٍ : ـ إنّ أنوثتي لي ، وأنا أجزى بها !
والتي إن بكت قليلا ، عميتْ لبكائها أعينُ الخليقة ِ ومسَّ الضرُّ أجنحة ً ، وذوى الوردُ والأوردة .
والتي كلما همستْ ، اخضرت لهمسها آفاقٌ ورفرفت سماواتٌ وارتفعتْ راياتٌ وطارت حصونٌ وتفتّحتْ مغاليقُ ، واسترابتْ في اللغة ِ نورسة ُ البلاغة .
والتي تخيلتها غزالة ً في مرايا الماء فخبأتها في غرفة القلب ، وأجلستها بين الأسرار ِ والأساور، والكنوز النفيسة .
والتي إن مسّتْ أطرافُها الصحراء صارتْ بساتينَ نساء ٍ وفراديسَ أعنابٍ ومعراجَ أنوثة ٍ
والتي إن وطئت الرملَ أضحى سجادة ً من قرنفل ٍ وظباء ٍ وفراشات ٍ وموائد مسرّة .
والتي كلما تثاءبتْ ، اختصمَ عليها ديكان من فرط ِ فحولة ٍ أو شبق ٍ أو عبث ٍ أو غباء أو نزوة .
والتي يغسل البحرُ ساقيها العاجيتين ،كل صباح وتجلس الشمسُ جارية ً قرب أهدابها تسرّحُ لها أسرابَ الأحلام ِ وتضفر لها خصلات الذهب .
والتي تتهيأ لليلة ٍ من ليالي البنفسج . تاركة ً خصرها ناحلا ً وعناقيدها عامرة ً " وهودجها يميل " .
والتي يداها في القيظ وشفتاها في الشغف .
والتي تدق القلبَ بكعب حذائها ولا تكترث .
والتي تختصر النساء َ في لثغة ٍ .
والتي صدرها في معطف الريح ِ وشعرها في الفوضى .
والتي كثيبها مكتنزٌ ومثمرٌ نخيلها
والتي تقيم في نسمة ٍ و تخبئ العاصفة .
والتي تشبه سفينة نوح ٍ و تذخر الطوفان . | |
|
| |
الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: النســــــاء ... الأحد نوفمبر 29, 2009 12:39 am | |
| ذات رداءٍ متتابعٍ كخذروف الوليدِ جلسن وتذاكرن "دارة جلجل" بكل وضوحها وأخذن في البكاء على تلك الأيام ... أواه من تلك الأيام..!.! إحداهن وهي التي قيل أن عرقوبها " مثل شهر الصوم في الطولِ " أخذت تعرِّف نفسها بالريح تارة وبالماء تارة / فيما كانت تنسى باقي التعريفات والحدود ... لست ُ منطقياً لكني أحب القيود في معصميها أحياناً / أعلم أنك ستقولين بعد كل لعنة خضراء : كل هؤلاء نساء ؟ أنتِ التي مذ عرفتِك وأنت ِ: تدلقين بيديك اللبنيتين في وجهي أكواب اللبن ثم تزعمين أنَّ لك علي َّ أيادي بيضاء . تغسلين الشارع بك ِ .. تقودينَ النبع إلى سرَّتك المثقوبة بالأسئلة / المفتوحة على استعارات مبللة بنساء لاحصر لهن َّ ولالك .
وذات امرأة ٍ رأيتهنَّ في ملاعق صبية قريتنا البعيدة حتى قلت ربي الله / أو حتى مطلع الَّنهد حسب بن يوسف ، طبعا لاأقصد الأخضر /بل عبدالمحسن . ... أما تلك الخيمة فقد رأيتها تشعل نفسها في النافذة / وتمسِّد أياما مضت بنفس الصرامة التي تمسح بها أبناءها الممدَّين في تابوت إلكتروني ضيق ونحيل . .................................... أما وقد بدت لأحرفي هذه المدن والسكاكين والأضرحة والقيامات فإني أود إغماض بعض الفاضح إنها .... تلك الإجاصة تسكر من زبيبة واحدة ... تهرق كل الطرق وتذرف أشرعة بلا مرافئ وتركب كل القطارات . تقول الأصدوقة : أن فتى ً غازل جمهورا من الحمائم فلم يقطعن أيديهن لأن شراينهن سالت على المائدة وبدا الخل خمرا والكهل رضيعا والسماوات صحناً ربيعياً وتقول أيضاً : كانت إمرأة واحدة ثم كانت نساء ... .
عدل سابقا من قبل الفيلسوف في الجمعة سبتمبر 30, 2011 3:11 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: النســــــاء ... الأحد نوفمبر 29, 2009 12:42 am | |
| التي تحلق فوق شعرها المطري غيمةٌ بيضاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
كلما سارت في ذلك البيت العتيق الواسع ، ذي الغرف الكثيرة ، والأبواب العديدة ، والنوافذ التي لا تحصى ، و المؤثث بالأحلام التي تتبرج في الشرفات كالفراشات ، تحلق فوق ليل شعرها المطري الطويل والجميل غيمة ٌ بيضاء . غيمة من عطر ٍ أنثوي ٍّ كريم ٍ محرض على الغواية .
كلما تلفتتْ في سهوب الذاكرة ، أو تهادت عبر أودية المرايا الفسيحة ، أو تبسمت وهي تستيقظ من نومها الخفيف كخفقة جناح ٍ أو رفة ريشة ٍ ، تنفض عن جسدها المصقول بشموس المعدن وحليب الظهيرة ِ وعسل الكسل الناعم ، رؤى ً فارهة ً مكدّسة ً كالذكرى فوق مسرح الأهداب ..
كلما تثاءبت تمعن الغيمة ُ في التحليق الهادئ ، بضة ً ومترفة ً كما لو كانت تحرس حلم البارحة الطري من غوايةِ السابلة ِ، ومكر ِ اللصوص ِ ، ومكيدة ِ المعتمين ، ونوايا العسس ِالمبللين بالنعاس ِ ، وخديعة ِ الثعالب !
حين تجلس إلى منضدة ِ الكتابة ِ أو حين تجلو ـ ذات صباح ٍ ـ غبشًا رهيفًا عن زجاج نافذة ٍ تتثاءب في القلب ، أو حين تطبع قبلة ً ناضجة ً كوردة الأنوثة ِ على جبين الهواء الأخضر ِ ووجنتي النسيم ِ النظيف .. أو حين تلوح بيد ٍ من زبد ٍ شهي ٍّ ولجة ٍ فريدة ترفرف حولها الغيمة ُ البيضاء مثل راية ٍ صافية ٍ ويموجُ المنزلُ في ترف ِ النسائم .
مترفة ٌ هي حين تنهضُ ، ومورقة ٌ حين تسير .
وكلُّ ما تلمسه يشعُّ كما تشع ُّ فكرة ُ الماس ِ في مرايا الحجر ..
جميلة ٌ من دون تجمل ٍ . مكتفية ٌ بذاتها كالمحبة التي امتدحها الفاتن ُ " جبران " في كتابه " النبي " .. مكتفية بذاتها كصوت " السيدة فيروز " التي غنت تلك " المحبة " بصوت ٍ من حرير ٍ وشغف .
جمالها يحمل سر اللهب وخبيئة النار ِ ووداعة الأعناب .. وحنكةالجمر وحكمة المواقد .
بقبتي صدرها العاليتين تضرم السعير في قلب من يبصرها وكل من يشهد خطراتها الملتهبة يستحيل نارا لا تنطفئ يستحيل فقه حرائق ومرجعية َ سعير .
سيدة ُ نفسها . تحيطُ هواجسها الشهية بفراشات ٍ وورود ٍ ومسرات ٍ وقصائد ونعم ٍ عريضة .
وبنظرة ٍ منها تحيل العالم َ فكرة ً مائية مقمرة يتنزه فيها قرنفل الأنوثة ِ وإوز الضفاف .
حين تهجس ُ بأنوثتها تشهق الحقولُ في ممرات ِ البيت وتسترخي البساتين في البهو وتتثنى الغصون في غفوة السور ويغرد باب ٌ وتشهق نافذة .
امرأة استثنائية ٌ هي . تقيم ُ أعراس الفلِّ في قرطيها وتحرض شجرة المخيلة على اصطلاء العناقيد .
كلما قهقهت تقيم ضحكتها فضاء ً واسعًا للعصافير وزرقة ً متكبرة ً للنوارس وملعبًا أنيقًا لمرح الأطفال وبرية طليقة ً للأيائل .
حين تحدق في الأعالي تغسل مرايا الأفق ِ وتنظف آنية الغيوم .
كلما استعادت اسمها صامتة ً ، ووحيدة ً يتدفق هديل ٌ في الكؤوس ويسترد الكهلُ صباه الغارب وفي الردهات القاحلة يسيل شجر ٌ وفير .
كلما تحركت استردَّ البيت ُ سعادته الأولى وتلالأت في الصمت ِ أقماره العتيقة .
حين تغفو يسهر ورد سخي ٌّ عند سريرها لحراسة الأحلام .
وحين تنهض وتجلس على الأريكة المترفة يغفو عند قدميها العاريتين والمحررتين من أصفاد الجواهر قط ٌّ وديع ٌ حالما بوليمة .
وحين تتفرس في عشب بستانها الناعم الكثيف تتلوى غزالة ُ الرغبة ِ وتعوي في ليلها ذئبة الاشتهاء .
سيدة نفسها . لا يملكها من يملكها .
وكلما هم ّ لاصطيادها ببلاغة ٍ ناعمة ٍ وكلما نصب لها المصائد الشهية وهيأ الأفخاخ تنأى وتستعصي !
هي ذاتها وحسب . ذاتها في القصيدة في برية النص في غرفة الحزن الفاتن في فناء المرح الكئيب في مرايا الذكرى في خبز الكتاب في حدائق الضجر و في مفازة المسرة .
سيدة نفسها لا يملكها من يملكها .
| |
|
| |
الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: النســــــاء ... الأحد نوفمبر 29, 2009 12:43 am | |
| صديقي الذي كان يهبط إلى الشارع ِ في عز ِّالنساء ويصعد جافـَّــا ، قال لي : إذا انقرضن فإنك سوف تخلِّقهن في الأصص . لم يكن يعلم أن في الأمر مافي النهي وفي النهي ما في الأمر .
ها أنا أعصر زيتونة في يمين الكيبورد / جاء الزمن العرضحلجي الممرد َّ من قوارير ّ وصلوات ومباخر .
وهاهي تومئ من الذاكرة بأصبع ٍ أسطورية وتفقأ أعينا عديدة على لوحة التحكم .
عن بعد أبصر السرب ولست بالصياد أنا الفضاء المحشور فيهن الطالع من ياقوتة فقدتها مرارا ً.
أحيانا أسأل العقرب هل أنت نجم ؟ ....... وهل .... وهل .. لايجيب ، فلها في دروبها شؤون ،
ولها في مجانينها أسباب .
في الأقاويل : أن غديرا توضأ بإمرأة فأزهر فيه نهدان نضَّاخان ، إنه يمضي خلفها إلى الأبد كصاحبي .
"كالسوسنة بين شجر ِ البراري " كذلك هي /
وكالسلاف في قاع البوتقة كذلك / وكالتحايا الفارعة / وكالحور .
يانسمتي التي أباحت مجاديفي للسيل / وعنقي للأنفة / ومعاذيري للغرباء ، أقسم لك بك أن المجاز يرفرف في البقع الملونة / وأن الملائكة النابهين لايحضرون المواسم / ولايفاوضون العبيد / ولايتقيأون في الأرصفة . ولايتنازلون عن البروق .
أيتها الغابة : لقد حملتْ الأخضر إلى هنا في رضَّاعة طفلها تلك ال... إحداهن ....0
على شاهد ة قبر ذلك الصديق كتب الناعون :
لاتغتسل فيك بحيرة واحدة ،! ولاتعبرك امرأة أو امرأتان فحسب ! .......... تقدَّس الأخضرُ ! من يعيدني إلى اليابسة ؟!!!
ومن تــــــ .......... | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:49 am | |
| التي تقيم أعراس الفل في قرطيها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
على أي ٍّ من هذه الأرائك جلستْ ؟ في أي موضع استرخت كحمامة ٍ ، أو كسحابة ٍ ، أو كقطرة ضوء ؟ وأيٌّ من هذه الكؤوس التي بقي فيها العصير إلى النصف لامسَ أصابعَها الناحلة ؟ ( ألا تزال تلك الأصابع ناحلة ً ؟ وناعمة ً كالحرير ؟ ) وأي من هذه الكؤوس القابعة على المناضد كان لها ؟ أيٌّ منها لامسَ شفتيها المكتنزتين كالكرز ، الشهيتين كرغيف الجائع ؟ حدّق قليلا .. هل ثمة أحمر شفاه ٍ على حافة كأس ٍ منها ؟ وأي أحمر كان لها ؟ هل ثمة أثر من آثارها النفيسة ؟ هل ثمة أثر كأثر الفراشة ؟ كأثر غيمة ٍ ؟ كأثر نسمة ٍ ؟ كأثر نقش ٍ على حجر ؟
في الحجرة التي قضيت فيها نهارك نائمًا جلستْ تلك التي شغفتَ بها حباً ذات مرحلة ٍ غضة ٍ .
كنت تغسل نعاسك وبقايا أحلامك وكوابيسك الخفيفة وعرقك الأخضر ونواياك السوداء ورائحة البحر ومخاوفك الأولى وعبق دخان سجائر الأصدقاء وغبار الصيف ورطوبة السواحل وثرثرة " المقيل " وتنظير المثقفين وعنتريات المناضلين وكآبة الشارع ومراثي نشرات الأخبار .. نعم كنت تفعل هذا في حمام ٍ يشبه الجحيم ، حين جاءت تلك التي تشبه الحمامة والوردة والهديل .
تخرج إلى الصالة مبتلا ، فيما شذى الصابون و ضوع عطر الحلاقة يعبقان في المكان .
تنادي على التي كنت في بيتها باسمها عاليًا .. ترى هل سمعتْ صوتك زائرة المساء ؟ هل أدركتْ أنك أنت حقا ولا أحد سواك ؟
تجيبك تلك التي كنت في بيتها : " مهلا ، مهلا إني آتية " . ولا تأتي .
تتحدث في الهاتف قليلا بصوت ٍ عال ٍ كما يفعل أهل القرى عادة ً ! تسأل عن الأطفال ، والأحوال ، وتعدد أسماء الأطفال واحدًا واحدًا لأول مرة في حياتك ! هل سمعتك جيدًا ؟ هل سمعتْ تلك الأسماء ؟ أسماء أطفالك الطيبين ؟ هل أصغتْ لرقتك وأنت تهمس لمن تكلمها هكذا : " يا حبيبتي ، وعطري " .
تلك التي جاءت بصحبة رفيقاتها ، وتجلس في الحجرة اللصيقة ، هل أيقنت أنك أنت حقا وليس شخصا سواك ؟ وماذا تراها تفعل الآن وهي تجلس في تلك الحجرة ؟ هل أبصرت ساعتك ونظارتك وقلمك وكتابين كنت تقرأ فيهما ليلة البارحة؟ هل أبصرت ورقًا أبيض كبياض الكفن ، ورقا لم تكتب عليه حرفا ، ولم تمسسه فراشة حبر ٍ ، أو ريشة قصيدة ؟
ترى هل حدقت ْـ خلسة ً ـ في تلك الأشياء التي تدل عليك ؟ هل ألقت نظرة ً سريعة ً على الكتابين ، في غفلة ٍ من رفيقاتها اللواتي يعرفن ما كان بينكما من بساتين ونسائم وحرائق صغيرة تلهب القلب ؟
هل استبدَّ بها شغفٌ لمعرفة ما كنت تقرأ ؟ أو هل تمنتّ ْ لحظتئذ ٍ إلقاء نظرة ٍ على تلك الأوراق ؟ ربما كتبت َ فيها شيئًا عن حب ٍ قديم ، أو شغف ٍ عابر ٍ ، أو ذكرى دافئة ٍ ، أو حنين لوجه ٍ أو صوت ٍ أو ضحكة ٍ أو رائحة ٍ أو دندنة كعبها العالي على رئة الرصيف ، ودرج السريرة ؟
هل درت َ سريعا في خلدها كما يفعل البرق ؟ هل مررت ببالها تلك اللحظة كطيف ٍ ناحل ٍ وغامض ؟ هل خفق القلب ؟ هل سرت كهرباء سريةٌ في فضاء الجسد ؟ هل اشتعلت نجمة الذاكرة ؟ ..... .....
تستيقظ من غرق التساؤلات على صوت تلك التي كنت في بيتها ، والتي كان اسمها مثيلا لاسم تلك الزائرة : ـ كان لدي زائرات ، إحداهن تضع في قرطيها فلا ً أنيقًا ، وبدت في كامل زينتها ، وفي الحالات القصوى للأنوثة ..
وتبسمتْ قليلا ، وظل ضياء ابتسامتها مشرقًا كشمس ٍ صغيرة ٍ ماكرة ..
أنت لم تسأل عن الزائرات ، وهي لم تكتف ِ بالابتسامة .. بل صبت في أذنيك الحرائق : ـ زائراتي أنت تعرفهن .. إحداهن كانت شذاك القديم ، وعبقك الآسر ..
تصببت عرقا .. فعلقتْ بخبث أنثوي : ـ أنت تتعرق بغزارة !! وأضافت : ـ إنها قمر ناضج في سماء الجزيرة .
وحين أدركت دهشتك ، أمعنت في تلاوة مدائحها : ـ رغم أطفال ٍ ثلاثة ٍ ، وزوج ٍ تافه ٍ ، جلب لها ضرّة ً وخيبات ٍ مريرة ظلت بضّة ً كغيمةٍ من حليب ، ورشيقة كالغزالة .
....... ......
حين خلوتَ إلى نفسك أدركت َ أنك حين كنت تنادي على تلك التي كنت في بيتها ، إنما كنت تهتف باسمها .. باسم امرأة ٍ شغفتَ بها حبا ذات يوم !
ترى ما الذي كان سيحدث لو أنها أجابتك دون دراية ٍ منها ، حين كنت تنادي باسمها دون دراية ٍ منك ؟!
..... ..... وطفقت تتصبب عرقا غزيرًا مرة ً أخرى ! | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:51 am | |
| التي أجالت الذهول في مرايا الوادي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
في "السادسة عشرة "منها عمرها ، وقيل في السابعة .. لها رائحة المسافرين القدامى ، والمشتاقين الخلَّب / والمحارات العابقة .
انهمرت أمام دارنا وليمةً بريئة لوحوش التفاصيل وجائبي التمائم ، لكنها ربحت فتىً أزرق الكفين ، يرشق الجبل بالبحر ، والأعالي بعلامات الاستفهام ، والطرائد بالحكايات .
ريفية الوجع هبطت ْ ، لكأني بها وقد أخذ المنجل ُ الكثير من نور يديها وهي تقطف ما أينع من الذرة ، وكأني بنورها وقد زاد شذى وحريرية ... وبالمنجل وقد انحاز لبياض معصميها وطراوة الزرع .
هي سلوى ، وهي .......... وهي صاحبتي التي جاوزت أسماؤها اللاحسنى المئة ذات نص وزارني الجحيم بسببها.
أتذكر حاصدة "وردزورث " وهي تغني في أطراف الحقل وتصنع مآذن من النغم مثلما أتذكرها وهي تطل من القصيدة شقراء من غير اعتدال .
إنها كل النار ، وكل الهواء ، السديم والنتائج ، العلل والفوضى ، تلك التي تسيل بين أصابعي دون أن يتقص منها شئ .
حين تجهش بالجهات لاتجدي معها المقاييس / وحين تصلي يبيض شعر أبيها الشيخ الذي أدخل القليل الجنة واخرج منهاالأكثر . وحين تغفو تمسك نفسها الأزمنة وتصغي لبهائها الشموس .
تدَّخر المقيمين للراحلين والنظام للفوضى / والتمهُّل للعجل ، والرجال للنساء .
اختارتها جدتي لتفتح صنبور الدار فقامت بالمهمة على أتم قلب / أخذت الغلام إلى أبعد أغوارها وحين أعادته ... أعادته يرفل بالصواب ، ليتها لم تنجز المهمة وليتها لم ....
كلما تذكرتها تلك الفكرة العذراء والنافذة اليتيمة ، تحبل المحارات باللؤلؤ / والقديسات بالمساجد ، والأوطان بالثورات ، والمرايا بالخدود النواظر والأذهان بالقصائد ، .......................... وكلما مر بخاطري اسمها يسقط مني مغشياً عليه نبي ٌ ضيعه قومه . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:53 am | |
| التي أضرمت الجحيم في جنة الجسد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
من أقاصي " الجزيرة " تأتي الفتاة إلى بيتنا . في الظهيرة ِ كانت تجئ ، غير عابئة ٍ بشراسة الصيف ِ ولا بغلظة الشموس !
تسكن في العباءة ِ وتطير ، وتقول للريح : اتبعيني .
تستحيل العباءة ُ في الريح شراعا تستحيل التي فيها بستانا مثقلا بالنفائس بستانا داعيا للغواية ِ ، والنهب ...
العباءة ُ تغدو ُ سترًا .. ولكنها قد تستحيل فضيحة !
حين تشدها على بستانها العامر بما لذ وطاب ، وتقوس وتشمس وانحنى وانثنى واستدار وأدار وفاض وأغدق وتماوج وارتج وتمايل ومال واستمال وتكور وتدور يلهث الشارع خلفها ويتحرش بها الغبار !
الفتاة التي تجئ حين الظهيرة إلى بيتنا تتخذ من رؤية أحواض أمي ذريعة ً .. تلك الأحواض يتبرج فيها النعناع والريحان والحناء والشيح والكاذي والمونس وبما لست أذكر الآن . تلك الأحواض هيأتها أمي وسقتها بندى القلب ودمعة الروح وعرق الجبين .
تصطحب أمي الفتاة لتنزه قلبها في تلك اللغة الخضراء ، فيما عينا الفتاة كانتا تتنزهان في جهة خامسة .
تلك الفتاة مجبولة من جمر ٍ وثلج ٍ وقمح ٍ ورطب ٍ وصلوات .
إنها مشتعلة كالتنور إنها شهية كالرغيف إنها قصيرة ٌ ووافرة إنها مستودعُ نساء ٍ إنها منجمُ أنوثة إنها ثكنة ُ شهوات إنها قلعة رغائب .
رفيقتها التي جُبِلتْ من رمانة ِ الفراديس . تقتحم عليّ الحجرة المطلة على الفناء . تفتح النافذة .. بصرخة ٍ مكتومة ٍ تقول : ـ آن لك أن تتملاها ، كما تتملى امرأة ٌ جميلة ٌ حدائقها في مرآة ! ـ حدّق طويلا ، ولا ضير عليك إن أمعنت في التحديق .. وتهمس كوردة : ـ إنها مهيأة لك .. ولم تبحر في طرقات هذه الظهيرة ِ اللعينة ِ إلا لكي تقتاتها عيناك وتحتسيها كمن يحتسي سلافة الألق . ـ حدق كي تشع كماسة ٍ في شمس الفناء . ـ حدق لتغدو نجمة في مرايا النهار ـ حدق لتزدهر عناقيدها ـ حدق لتمتلئ عذوقها ـ حدق لكي تنضج حرائقها وتغتني حدائقها . ـ حدق لتفيض أنوثتها وتتدفق في الغرف . ـ حدق ليمتلئ فستانها بالأثمار ورائحة النعناع وعبق الآس الجميل .. ـ حدق لتمتلئ عباءتها بالنساء . ولتمتلئ هي بك . ولتمتلئ أنت بها . ـ حدق .. حدق .. فأنت مجرتها الكبرى. حدق حدق فأنت طوافها ، والكعبة وأنت طوفانها ، وسفينة ُ نوح !
وتساءلت غاضبةً كمن تزجر جرذًا : ـ لِمَ أنت في حياء ٍ ، وتلك في الذوبان .
ـ لِمَ تلوذُ بالخجل ، وهي تبذل نفسها ونفائسها وتقول لك : هيت لك !
....... .......
لماذا تغلق النافذة أيها المغفل ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
هي في القيظ وأنت في الينبوع .
هي في الجمر ، وأنت في التويج .
هي في السعير وأنت في قطرة الندى
لماذا تغلق دونها النافذة والقلب والأفق .
إنها لم تأت إلا لتبصرها ضاجة ً بالفتنة وصاخبة بالجمال
ألم ترَ ما أراه ، يا من تحمل عينين وأنت أعمى !
يا من تحمل قلبا ، بيد أنه ضرير !
إنها تشتهيك تشتهيك تشتهيك
كما تشتهي الأشرعةُ النسائم والبيوتُ الأبواب .
...... .....
نعم ، أوصدتُ النافذة َ .. وأمعنتُ في سفر ٍ طويل ٍ غرقت في الجامعة ، والكتب ، والشعر ، والصحافة ، والأمسيات ، والحبر، والأحلام والوظيفة ...
غرقتُ في عطر ِ سواها .. واستلبتني صبايا المدينة الأنيقات والمنفتحات على أحدث بيوت الموضة والأزياء استلبتني مبدعات القصيدة الحديثة والمتحدثات عن الحرية وعن سارتر وسيمون دي فوار . وعن فرانسوا ساغان وعن " صباح الحزن ، أيها الوطن " استلبتني قارئات " كافكا " و" بودلير " و " أدغار ألن بو " حيث قصيدته الطويلة والعميقة : " الغراب " . استلبتني عاشقات الواقعية السحرية عاشقات جابريل غارثيا ماركيز وأستورياس وجورجي أمادو .. ومدمنات " زانفير " ، وسيلون ديون وإلتون جون وأغنيات فيروز وموسيقى زياد رحباني !
....... .......
نسيت تلك التي تكنز غيوما وطيبة وفراديس ورائحة القرية ، وشذى خبز التنور .. خطبت طبيبة ً .. وتزوجتُ " العبير " ... ...... ..... ذات غيرة ٍ ذات غضب ذات جنون ذات لحظة ٍ عمياء عامرة بالإحباط ومثقلة ً بالحسرات قررت تلك التي تكنز أنوثتها لي كما لو كانت سنبلة تكنز حباتها لتضور الطائر أن تضرم النار في حدائقها والجحيم في جنة الجسد !
....... ......
أنا القتيل دوما هل كنت قاتلا ؟ ...... ...... وأخيرا أخيرا وفيما تقتلني الحسرات أتساءل : ـ ما جدوى تلك الحسرات ؟ ما جدوى تلك الحسرات ؟ | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:54 am | |
| التي قادت أصبعي إلى خاتمها الذهبي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هل أقول خانتني البلاغة عنما سكنتُ إلى هذه الشرفة الكثيفةالأراجيح أم أني صرت في أحراشها غريبا بعد أن تجلت هذه الحرون ؟!
فتاة من أسمار وقصائد تأخذ الصباح كل ليلة ٍ إلى ماوراء الحواس . يطوف العطر في أرجائها ويرجع مهزوماً.
اعتنقها طيرٌفتريحن / وقرية ظالمة فتنورست ....0
تدور الأرض حول الشمس والشمس حول خصرها.
غيمةٌ كأنها الألم : من بين الصبية استلتك يوماً، وضعت خاتمها في راحتى واستدارت تحدث صويحباتها عن قطٍ أليف ٍ تعجبه الخواتم والترانيم والنساء اليتامى .
دمية مفرطة في التوابل والاستعارات كيف أنسى ساعة أفرغت في جيبي مظالمها : الأم ذهبت إلى السماء ... والعمة تكره الأطفال الذين يشبهونك وتشك أنهم يضعون أيديهم على أشياء الفتيات اللواتي يعشقنا الفضول ويصلين للجرأة / الأخت الكبرى تشك في ذكورتك وأنا أعلم أنها لاتقدرك / القلب موصول بحبلك ... أنت الذي لم تكن تفهم حينها من معاني الحبل إلا الربط والفك .
أنت لاشك تحفظ مقدرتها على تمشيط جسمك الذي كان يصغي لكل حبة رمل ... ولازال يصغي .
مددتك كطبيب حاذق على السرير / سريرك الملئ بالكتب وعلب فقاعات الصابون . قل : إنك غفوت لحظتئذ وأنها كانت متسامحة كربَّة . قل أيضا : إنك سألت كلبك الصغير عنها في صباح اليوم التالي . لاتستح لقد مرت وقل إنك أهديتها بعد أن كبرتَ قصيدة عصماء تفاخرتْ بها أمام الجميع ومررتها على شارب زوجها بعناية .
قل إنَّ خاتمها كان سلسلا وأنها لم تسألك أين أضغته بعد أن نعست ولازال في أصبعك وصحوت ولازال في أصبعك .
قل :إنك هربت من الكثافة إلى العمق ومن الواقع إلى المجهول ، ومنها إليك .
قل إن أمَّها لازالت في السماء وأنها لازالت على الأرض . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:55 am | |
| اللتان تدفقتا ذات عصر ٍ أخضر .
ذات عيد ٍ ذات عصر ٍ أخضر . كنت في بيت صديقي " إبراهيم صيادي " ذلك الذي يقطر من أصابعه الناحلة ِ حليبُ الموسيقى .. ومن حنجرته شهدُ الأهلة ِ .. وفي صوته تتبختر نرجسة ُ الماء .
كنا صِبيْة ً في نضارة الورد ِ وفي نصاعة الياسمين . في رقة الفراشة ِ ووسامة ِ الجناح .
بيتُ " إبراهيم " المشيدُ من حجر ٍ وجصٍّ وهمس ٍ وأنّة ٍ وهديل . كان يموجُ كفلّة ٍ بيضاء . يموج بالعيد ِ والحلوى والبخور ِ وضوع ِ الأمهات .
كنا صِبْية ً فاتنين .. نلمس الغبار فيستحيل أغنية ً ونهمسُ للغصون فتستحيل غابة نساء ٍ ونتخيل جذع فتاة ٍ ، فتميل بنا الحجرة ُ ونختبئ في ضحكة ٍ صغيرة ٍ أو نسترخي على أريكة ِ الدندنة .
كنا صبية ً ، في بياض ِ " العمامة ِ " ليس لنا شبيه ٌ سوى قطع الحلوى التي تشبه بيضَ عصفور ٍ صغير .
خرجنا من الحجرة ، وآثرنا جلسة ً خضراء في ظلال ِ البيت تلك الظلالُ كانت فاترة ً كقلب ِ سيدة ٍ يابسة .. وعامرة ً بأعراسنا المؤجلة .
تلك إذن جلسة خضراء في الفناء المغمور بأشجار الليمون والتين واللوز والنعناع والذكريات .
جلسنا على " قعادة ٍ " مجدولة ٍ من سعف ٍ ومكابدات ..
تناول " إبراهيم " عوده الحصيف َ وشرع يدندن كما يهطلُ المطرُ على زجاج النافذة كما يهطل الصيفُ في القلب والربيعُ في الغصون : ـ " ريانة العود .. نادي الليالي تعود وجهي اللي ضيعته زمان في عيونك السود " ! فتبخترت في مشيتها الأشجارُ واستحالت نساء . كل شجرة ٍ أنثى وكل جذع ٍ يميلُ .
دندن بعذوبة ٍ : ـ " البارحة ... لامرّوا علي ربعي أقولْ إن السما ما هي سما وأغيّرْ أوقاتْ الفصول ْ " . امتلأت تكة الساعة بدلال ِ فتاة ٍ من الحي ِّ ، قالت : سلاما .. واستردّت عجوزٌ جاءت تعودُ " أم إبراهيم " صباها الغارب .. واشتعالها القديم .. القديم كجمرة ٍ ، أو كخمرة ٍ من وله ٍ حارق .
دندنَ : ـ " يا طفلة ً تحت المطر " ، فابتلت عباءاتُ النساء ِ في المخيلة ِ.. كل العباءات ِ حين تكون مليئة ً بالحسان ِ تستحيلُ حدائق ذات بهجة . تستحيل ُ أعيادًا فوق الأعياد .
دندن َ واصفًا مليحة ً عصية ً : ـ " أحلى من الكذبة على شفّة طفلْ " ! فطرقت ِ البابَ ( وربما قلبي وقلب هذا الذي يسيلُ غناءً ناعمًا كالحرير . )
مليحتان .. مليحتان بالباب ِ مليحتان على العتبة مليحتان عامرتان بما ليس يوصف مليحتان ... حينها تذكر خشبُ الباب ِ أمه الشجرة .. وتذكر " العودُ " أصوله الخضراء .. واستبدّ به الحنين .
دخلت الفتاتان .. فذاعت رائحة النسوة ِ في المكان . وتضوع العطرُ في الرئات وراح الفلُّ والكادي والبعيثرانُ والشيح ُ يضرمون في قمصاننا العبق .. وكان العبقُ مسرانا إلى سماء ٍ ثامنة ٍ ورب ٍ كريم .
دخلت الفتاتان .. علانية ً ، علانية ً .. فصارت ِ الجدرانُ الكالحةُ مرايا .. والوجوه ُ من ذهول .
الفتاتان لجتان من فلفل ٍ وقرنفل ٍ .. من " قات ٍ " و " أوقات " ..
تبسمتا .. فأشعلتا فينا ارتباكًا صغيرًا كارتباك شمعة ٍ في النسائم .
تمايلتا .. كنخلتين فائضتين بالأنوثة ، وزاخرتين بالعذوق .
تمايلتا .. فتراقص َ الشمّامُ في الصدور وأطل المشمشُ ناضجاً من تحت الغلالة .
مشتا قليلاً توقفتا ... فماجَ البيتُ وأدركتنا شرارة ٌ واشتعلنا ..
مدّت كلٌّ منهما يدًا . فغرقنا في العطر ِ وأدركنا طربٌ ليس كالطرب ِ ..
أنصتتا لغناء ٍ ليس كالغناء .. ـ " هي قشيعة نخلْ وظنونْ يرقّصْ سعفها قيلولة الدارْ . وهي قطيره من الحنّون ْ.. تضحك ْ في الدفا .. وتكحّلْ النار ْ ومن تمشي تميلْ غصون ْ .. وتتفتّحْ جروحي ازهارْ ومن تضحكْ يرقْ الكون ْ وتصبحْ دمعته أوتارْ "
مسَّتهما غيمة ٌ واستحالتا كرذاذ ٍ خفيفْ ..
طفقتا ترقصان .. حينها .. رأيتُ فيما رأيتُ غزالتين من سهد ٍ وقمرين من فضة ٍ واشتهاء ٍ نبيل ْ ..
ما الذي لديهما ليس مهيأً للقطف ِ والقصف .؟
نهضتُ تدفقتُ تشبثتُ بجذعي نخلتين ِ شهيتين بخصرين ضيقين كمضيق هرمز .. وناحلين كعودي ثقاب .. ناحلين ناحلين من فرط لمس الأصابع ..
رقصتُ كبجعة ٍ.. كزوربا .. واخضرَّ الحب ُّفي الأطراف والوقت ُ في القافية . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 2:57 am | |
| التي خبأتها حشرة الأرض في قنينة ففاضت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
يسقط النرد بين أفخاذ الوقت مثلما تحبو هذه الودود في صدى الكحل ِ ومثلما ترن في أغوار الرغبة .
أحمل جرة إلهيةٍ حينما أتحدث عنها يثقل كاهلي غبارها / أعطافها / افتراءاتها / راؤها/ ياؤها/ ميمها.
طالما غسلت يديَّا منها فوجدتها لازالت عالقة على الخنصرين الإيمنين .
أبوها بائع الفل يصب عليها أطنانا من الخل كل ليلة ويفاجأ كل لحظة بأزهارٍ جديدة تتسلفها .
جذبتني ذات نهار إلى دارهم نقعتني في ماء الورد الرزين ومازال من شقائي شئ .
يجذبني سؤالها المتكوِّر والمتكرَِر متى يعمِّدك العقل ؟ ربة الجنون تسأل ؟! تلك التي كانت تحرضنا على العري فنراه عيباً ولما أدركنا كنهه ونقاءه أغمدتنا في أزمنة لاتمت إلينا بنص .
كانت تتحدث عن تهامة َ بشغف / كيف أنسى يوم قبلت شامة صاحبتي كالمجذوب . تم قبلتني كالمجذوب أيضا .
تلك النفحة التي كانت تزور بيتنا وتقيم قيل أنهم وجدوها بعد سيل ٍ خرافي في رأس شجرة وأن بكاءً كان يفور من قاع الوادي وأنَّ صحنا يرف فوق قبرها وآخر ينام في نوافذ القرية مملوءاً بالألحان التي كان تردِّدهاوعقود الفل التي لازالت تصنع منها كل ليلة ضفائر لأطفال القرية .
حبة الفل تلك قيل أن قبرها يفيض نهارا وليلاً وأنه لازال نافذًا كأعنية ومستقيما كصراط ٍ وطرياً كجرح ... و............... | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:22 am | |
| التي هطلتْ على غصن قلبي . _______________________
من أي ِّ ثقب ٍ ، هطلت تلك التي تشبه قمرًا من عسل ٍ وسكينة ؟
قمر من عسل ٍ هكذا أمعنتَ في الوصف ، وهكذا أمعنتْ في العذوبة .
قمر هي .. تهبط على غصن الكلام وتسرب للقلب الهديل ، تلهبك بحممها وتملؤك بحمامها .
تصرُّ على ترك الباب مواربًا .. لا تدعكَ تدخل .. ولا تجعلك تغادر من حيث أتيت !
إنها قمر من عسل ٍ..
حين تلحُّ عليها كي تنزه ظباءها الشهية في بريتك الخالية تتمنّع . من دون أن تتمنع !
إنها تتقن المخاتلة .. وأنت َ لم تدخل يومًا مدرسة ً للثعالب.
تتركك قائمًا على حافة البوح وتدسك في الريح ِ والحيرة ..
إن تقدمتَ هلكْت .. وإن تراجعتَ هلكت . وتكاد تهوي في حزن ٍ سحيق .
تستفزها فلا تفيض .. وتبادرها فلا ترأف ..
تقول لها : ما الذي أطفأك ؟ فتجيبك : لستُ مطفأًة ً ، ولكن آن أوانُ الغفوة .
تقول في نفسك : ـ آن للقمر أن يستريح على أريكة الليل . آن له أن يسكن المرايا وأن يتنزه في نفسه .
تلك التي هطلت على غصن قلبك تحسنُ المراوغة َ ، كما تحسن حياكة الصمت ِ ، وهندسة َ الغواية .
وأنت على عجل ٍ تودُ لو تبوح .. تودُ لو تفرج عن كنوزها الخبيئة دفعة ً واحدة .. لو تصعقك كالكهرباء لو تجتاحك كزلزال لو تضيؤك كبرق الأودية لو تهدم سكينتك حجرا حجرا لو تجتثك من الجذر ، كما تجتث السيولُ طمأنينة الأشجار .
لو باحت قليلا ، لسرت َ على الماء لسبحتَ في قطرة ٍ ولحملتَ البحر في القميص ِ والسماءَ في " الغترة " .
شحيحة ٌ في الإمتاع ، مقتصدة ٌ في المؤانسة .
مسرفة ٌ في الكتمان ، وبخيلة ٌ في المنادمة .
غامضة ٌ كالوضوح ِ، وواضحة ٌ كالغموض ِ وما بينهما هاوية ٌ وهوىً وهوة ٌ و برزخُ ملتبس .
أيُّ وضوح ٍ غامض ٍ هذا الذي يتجلى بين يديك أيُّ غموض ٍ واضح ٍ هذا الذي يعرجُ بك إلى الزرقة ِ العالية ِ والأفق ِِ البكر ؟
هاهي تتسربُ من بين أصابعك كما تفعلُ النسائم .
تقولُ لكَ : بح .. فتبوح كالمطر ، أو كندىً يحدّثُ وردةً..
ها أنت َ في الحتف ِ وها هي في المسرّة .
ها أنت في المسغبة ِ وها هي في البذخ .
وها هي في السنبلة ِ و ها أنت في الهشيم .
بوحها من ذهب ٍ وبوحك من قش .
بوحها كالقنديل ِ وبوحك كالفراشة .
....... ...... ......
نخيلها مثقل ٌ ، ويداك فارغتان . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:23 am | |
| التي تخبئ فراشة بين فخذيها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحمل كوزا عتيقا باردٌ شرابه تضعه أمامنا . ثم تضع جسدها البض في قاروة مقابلة وتأمرنا بغض البصر ..... تلك القارورة ..!!!
معلمنا "فقيه القرية " حينها كان الوحيد الذي ينظر إليها دون أن ينهره أحد .
تمدحنا بصفات حافية قادمة من قاموسها اللين كأن تقول عن أحدنا أنه" أحمر عين" وأنه .... وأنه ..... وأنه .........!
أحيانا نتدفق في شغبها وأحيانا تكنسنا من" الكتَّاب" بنظرة عجولة .
صاحبي الذي دائما ما أحشر نفسي في عزلته.. كان يسري في أوردة البنت مثلما تسري شهقة في أوردة النميمة . يحمل فانوسه إلى سطح بيتهم ليصلي العشاء ولتراه ايضاً يجبرني على الصلاة وراءه لتراه إماما أنا الذي كنت أسبقة بمايقارب الثلاثة أجزاء من المصحف . لا اقصد اني كنت الأحق بها أو بالإمامة ... أوبِّخ استسلامي لنزواته تلك فقط.
فقيه القرية كان يذكرها بالخير أمام الناس وأنها خليفته ... لقدكان الأمر أمرها والنهي أمرها... لم تبق له من الخلافة غير المروحة ... مثل صنيع الأتراك مع أواخرخلفاء بني العباس .. ورثت الحكم صبية كما كان يردِّدصاحبي .
حين كنا نتداولها في الأسطح نسمع هزيم عصا خرافيه نجلدنا فنهئ لأنفسنا كرسياً مقدساً للإنكار .
كانت توصي فتيات "الكتَّاب"بضم أرجلهن عند الجلوس مثلما تفعل هي دائما وأبدا / تلك الوصية بالضم لم نكن ندري على أي مذهب لكنها كانت وصية ذائعة الصيت في القرية ورثتهاعن أمها التي عرفناها فيما بعد و....... سمعناها على مرأى تتحدث عن فراشة طارت من فتاة لم تكن تضم رجليها في القرية المجاورة
رأيناها تقسم أنه لوكان الأمر بيدها لشطبت الألف من بين الحروف ..، واستغنت عن كل المرطبات في الأبجدية كالياء وهمزة الوصل والواو .
حين ماتت أمها كان الفقيه قد اوشك على العروج في الجبل . وحين عرج الفقيه في الجبل / أصبحت طالبة في مدرستنا المتواضعة / ـــــــــــــــــــــــــ تلك الفخارية صارت سماوية تكلم الناس وتمشي في الأسواق / وعلى أحلامها تتسلق الذاكرة ... آه ٍ من تلك .......... | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:24 am | |
| التي تتدفق من صوتها شموسٌ شهية.
إنها امرأة ٌ فاتنة .. .... .... صوتها المغسولُ بندى نعاس ٍ بضٍّ دعوة ٌ سخية ٌ لنسيان ِ ضجركَ المعتاد .. لتحريرك من أغلال ِ الوظيفة ِ وطينة ِ الروتين ِ الرتيب ِ ومن ملل ٍ يسكنكَ كالرصاص ، ويثقبك كالمدية .
.... .... صوتها المكتنزُ بالأنوثة ِ المفعمُ بالكسل ِ العذب ِ ونداوة ِ الغصون ِ يفتح في أفقك نافذة ً صغيرة ً لشموس ٍ شهية ٍ تشرقُ فجأةً ً في روحك المعتمة ، ولأقمار ٍ سخية ٍ تلمعُ في آفاقك العابسة ولأمل ٍ كالأعراس ِ يتوهجُ في مرايا قلبك الذي كان منطفئًا قبل هنيهة ٍ قليلة ٍ من تدفق صوتها العنبي . ..... ..... صوتها العنبي .. صوتها الذي يسيلُ ناعمًا كالحرير ِ وعذبًا كالمطرْ ، بريئًا كالأطفال ِ ورشيقًا كالغزالة ، يرتّبُ لكَ عرسًا فاخرًا .. فاخرًا . ويهندسُ المسرّات .
صوتُها الذي يسيلُ دافئًا كالحليب ِ ، شجيٌّّ كالنايات ِ.. وشهيٌّ كالغوايات ِ المبكرة . يمنحك أجنحة ً خفيّة ً؛ كي تحلقَ في الأعالي فاتنًا وخفيفًا وشفيفًا ومضيئًا وجميلاً كفراشة ِ الماء ِ ووردة ِ الندى .
في حضرة ِ صوت ٍ كهذا صباحك المرُّ لم يعُدْ مُرًّا ، وأنتَ لم تعدْ أنت .
في حضرة ِ صوت ٍ كهذا .. تستردُّ الأشجارُ الهرمة ربيعَها وتصدُّ العصافيرُ فضّة َ الخريف .
في حضرة صوتها الأخضر ِ كعشب ِ الرايات .. النديِّ كمطر ِ العشية ، يتسع القلبُ كحديقة .. والقطرةُ كنهر .. والغصنُ يغدو كأجمل ِ الغابات.
حين يسطعُ صوتها من شرفة الأفق ِ الشرقيِّ كلُّ الجهات ِ تستحيلُ جهة ً من أنوثة ٍ وفراشات ٍ ونوارس . وكلُّ الحقول ِ تغدو حقلاً من نرجس ٍ وأعياد .
حين يغرّدُ صوتها تتبرجُ الأرض كالوردة .. والسماءُ كسيدة ٍ عاشقة .
على ضفاف صوتها الزاخر ِ بعذوبة ِ النبع ِ وعسل ِ الهوى وشهقة الفراديس تتنزهُ الظباءُ كما يتنزه الطيرُ في بساتين القلب ، والخيولُ في براري الجسد .
كلما أمعنتْ في البوح ِ بدتْ رقيقة ً كقطرة ِ الضوء وشهية ً كرغيف ِ المطر .
وكلما همستْ ، تفتحتْ في الروح ِ أبوابُ المسرّة ِ كما تتفتح في العشق قلوبُ الصبايا .
وكلما مسّتْها جمرة ُ الخجل توردتْ في وجهها وجنة ُ الوقت ِ ، واشتعل في أفقها برتقالُ الشفق.
بوحها الصباحيُّ الجميلُ يغسلُ آنية َ السريرة ِ، ويتوّجُ الهديلَ حارسًا على مدينة ِ الفؤاد .
بوحها المسائي ُّ المشتعلُ كالعناقيد يذكي فيك ظمأ الظمأ ، وشموعَ الشهوة ِ المقدسة .
حين تهمسُ ناعمة ً كقنديل ٍ : ـ " أحبك " .. تفيضُ الحجرة ُ بالغيوم والمساءُ بشهقة ِ البنفسج .. وتتحرّرُ روحك من طينتك الثقيلة ِ كالفولاذ .. وتمضي ناعسًا ، خفيفًا ، نديًّا كنجمة ٍ فتية ٍ في قبة الليل .
هاهو صوتها يتقنُ الغواية َ ويعدُّ لك أفخاخه الفاتنة . لتصرخَ ممتلئًا بالحياة ِ : ـ مرحبًا .. مرحبًا .. أيتها الأفخاخ . مرحبًا .. مرحبًا بالغواية ِ المدهشة .
مرحبًا .. مرحبًا بفراشة الفراشات .
مرحبًا .. مرحبًا بامرأة ٍ وحيدة ٍ تختصرُ النساءَ في قبلة . وتختزلُ العالمَ في شهقة خصيبة ٍ ، أو آهة ٍ حارقة . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:25 am | |
| التي مارستْ نفسها في حضرتي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تملأ الأرجاء ثرثرةً..، والمقاهي استثناءات ، وتنشرفي لب النشيج امرأةً بملامح حازمة وصبورة .
تلك المتهورة ، وغزالة المنطق / أقسمتْ فوق صدر ابنتها التي نوت أن تنجبها من أحد بائعي القرفة أوالعقيقِ أن الوطن مجرد أرملة سلَّمت نفسها لحطَّاب محروم .
غيمة موغلةُ في التمني مجاهرة بالحقائق .... زرعتنا الصدفة في مقعدين متجاورين على سيارة حبلى في الطريق إلى صبرالجبل .. في المسافة رغَّبت ورهَّبت ، وألقت وتخلت ، وعرفت وتعرَّفت ، ذكرت وتذكَّرت ، تعرَّقت وعرَّقت ، فيما كانت تضغط بشدة على زند الضحية وتستحلب شيئا ما في قميص غير مرئيٍّ ، ــ أنت مدعولرؤية قريتك البعيدة من هنا . ـــ ليكن . أذَّن الأصحاب في الركب بحثاً . جاءهم صباح اليوم التالي بلا رائحة.... امتلأ برائحة رجلٍ ناضج ومجرِّب رغم أنه نام في طرف الغرفة . أطلقته كطائرجريح لكنه أصبح رجلاً .
أحد العسس الموثوق بهم قال إنه ــ قبل ذلك ـــ رأها تهرب من عطر"باتريك زوسكيند" خلسةً بعد عضة مدوية من "غرنوي " .
امرأة من لحم ٍ ودم ٍ ومجازفات .
بقليل من الغياب تستطيع أن تحضر لتؤكِّد : جبليَّتها / إيمانها بالغرباء / تشردها في الالق / لحظيَّتها/ فتكهابالصمت/ هروبها/ ن ف س ه ا 0
لمحتُها في بعض الخلوات فتاة في تقاسيم مهرة شاردة / تضع أذنها على جدارن صاعدة في الطول / و تنصب إبهامها صارية للضالين عن بوق القانون ووصَّال الطرق.
ألوذ بجرأتها كلما حاصرتني المساحيق / وعبثت بهم الشارات .. أولئك الذين يدهنون الباحة بالأعاجيب وأحاديث الغوث والاستغاثة / الزاعمين أنها : محض نداء/ وخيط نداء / وقوس فأل ٍ ماثل في الفراغ .
ألوذ بها كلمااستأنفني صراخها / وجاءت صويحباتها من كل صوب .
تلك ال.......... | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:26 am | |
| التي تداعب " جنرالي " الصغير .
ننام في الندى ونسترخي في نجمة . وفي فناء ٍ يعبقُ بالريحان ِ والشيح ، وتينة ٍ واحدة . نحطُّ رحالنا الصغيرة وننجزُ مسراتنا الفريدة .
الأسرّةُ مجدولة ٌ من سعف ٍ وأحلام ، من حرائق الصبا ورغبات ٍ في التفتّح الأول .
الأسرّة ُ مرايا متجاورة !
حين يهبط الليلُ كعانس ٍ ضرير يبلل الفُرُش َ والشراشفَ وأجسادَنا الناحلة .
بردٌ قليلٌ ، ورطوبةٌ طاغية . براءاتٌ باذخةٌ ، وغواياتٌ تتربص .
في أسّرتنا الحافية ِ نندسُّ عِشاءً نعبثُ كما يليقُ بجرذان ٍ صغيرة نتسامر .. نتضاحكُ .. ونملأ الفناءَ بالمرح العذب ِ المرح الذي يفيض ويتدفق في الدروب اللصيقة ِ الضيقة ويتسلل على أطراف الأصابع ِ إلى بيوت الجيران .
كسنبلة ٍ ممتلئة ٍ تهبطُ إلى مخادعنا صبيّةُ الندى . تسترخي في الجوار ِ وتندسُّ تحت الشرشف ِ المبتل بنجمة ِ الليل ِ وغيمة ِ الرغبات .
تضعُ جمرها كله تحت أصابعي وثمارها في فمي وتمرّرُ يدي على جنتها تارة ً وعلى جحيمها تارة ً أخرى . وتقولُ لي : ـ آنَ أن تتنزه ، آنَ أن تحترق !
أتصببُ خجلا أتصبب خوفا أتصبب همسًا : ـ مكشوفان نحن للريحان ِ للريح ِ للشيح ِ لليل ِ وللرفاق ِ القليلين .
مكشوفان .. لنوافذ مستريبة ٍ لأبواب ٍ ذات شهوة ٍ ولجدران ٍ ماجنة .
مكشوفان لسقف ٍ عال ٍ يتسلى بالمتع ِ ويضيق بالماتعين .
كلما فاتحتها بمخاوفي تقترب أكثر كمهرة ٍ ضليعة ٍ في ثقافة الالتصاق . أنفاسها في أنفاسي وشموسها في شموسي والنصلُ في المرمر ِ والأقمارُ تشعلُ الأقمار .
هي تكدحُ في البذل ِ وتمعنُ في الهتك حقلها البضُّ الوافرُ السافرُ المكينُ الدفين ُ يموجُ تحت يدي .
وأصابعها النشيطة ُ الناحلة ُ تتنزه في سهولي وأوديتي ولا تكف عن الجريان كجدول . أصابعها تنشرُ النملَ في الجسد والمن في العتبات .
ضليعة ٌ في الدعك وخبيرة ٌ في المداعبة وبإخلاص ٍ متناه ٍ توقظُ " جنرالي " الصغير .
كلُّ الشراشف عامرة ٌ بالنائمين وعامر ٌ شرشفنا بالمغامرة ِ الأولى . وتحته نتلقى الدرس الأول في نصوصية الجسد والمحاولة الأولى للإقامة ِ في السعير .
نشحذ الدفء بالدفء والعشب بالعشب والجمرة بالجمرة والماء بالحليب .
تلك الصبيّةُ ذات دربة ٍ ومكر ٍ وتجارب .. في العتمة ِ العمياء دلّتني على الضفاف وبنجاح ٍ باهر ٍ اقتادتني إلى النبع
تلك الصبيّة ُ حرضتني على الفتوحات وأرشدتني في ليلة ٍ ذات برد ٍ قليل ٍ ورطوبة ٍ طاغية ٍ إلى طريق " الحرير " تلك الكلمة الناعمة التي تنتظر ُ مشاكسًا فريدًا كي يحذف منها حرفيها الأخيرين الفائضين عن هذا النص . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:28 am | |
| التي خرجت من ضلعي الأيمن لتتجوَّل فاختطفها الذئب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكأنها كانت تدرك ...! لذلك نادرا ماكانت تصبُّ أحاديثها عن القدر في آنية عادية . تسترسل في نثر مخاوفها كنهر .. ثم تستلقي على صدرك كطفلة / تفرز شعيرات صدرك التي لم تسود بعد شعرة / شعرة، ومصيبة / مصيبة،. ورغبة / رغبة.
لو تقهقرت قليلا ستراها تحدِّثك: ــــ جلس على الشاطئ / استرخى / غطس النوم في دواخله/ تسربت أفكاره من صدغيه/ ذهبن في الماء / استيقظ مذعورا/ رجع إلى بيته / نسي أفكاره هناك / صعدن إلى الشاطئ / انتظرنه طويلاً/ لسعتهن الشمس /تخشبن / في اليوم التالي عاد لإحضارهن /كن ممدَّدات على الشاطئ كبقايا سفينه / حين كان الحاضرون يقلبونهن ظهرا وبطنا كن نساءً بكامل شبقهن وطهرهن /بيديه أزاح فضول الجميع جانبا/ حملهن ومضى في طريقه / هل أدركت إذن لماذا يمشي ذلك الصبي كالكهل /محني الظهر دائما؟ هل ....
ـــ لوتراجعت ستجدها ماثلة في مسوداتك قطة بلونك وصوتك وعرفك ونسبك 0
لن تقول أنها ولدت مكتملة / لقد شيدتها حرفا حرفاً / ورئة رئة .
تلك السرَّادة لأحاديث الغياب والحضور/ الفقدان والحصول اجتمع ثلاثة شيوخ بلحاهم الطويلة لإقتاع أبيها بضرورة أن تكون عروس السنة القادمة لكي لاينضب الدين فتحل اللعنة .
أبوها كان أيضاً يخشى النضوب والجفاف / هرول في الأرصفة فرحاًبما اختارته له الآلهة / صفق لتفسه في حضور زوجته التي كانت تحاوره في عدم ضم التسع والتسعين نعجة إلى الواحدة والعكس .
كانت ممتلئةً بالحجج وكان أجوف ، .... مشحونا بالفراغ .
كتبت اسمك بالحناء على راحتها / وظل الاسم يندب حظه العاثر في يديها ويصلي صلاة الاستسقاء 0
بلاشك تتذكر سؤال قيس لخاطف ليلاه : بربك هل ضممت إليك ليلى /قبيل الصبح أو قبلت فاها/ وهل لفَّت عليك فروع ليلى / .........." كم استسخفت قيساً حينها / وكم تحدثت معها عن سخافته !!!
طفلة العشرين إذا أضفت الأربع .. تتثنى كوطن / وتشف كزجاجة / وتصلي كلوحة .
قيل أنها أنبتت عصفورتين تخشى عليهما من الناريين حماة السيل .
حين تتجلَّاها سماعة التلفون / تكون قد اختصرت مصاريف بيتها / لتقول لك غب .
حين ساقوها إلى السوق / ظلت ـــ والعهدة على طه ــ أعينهم على الجبل أثناء سيرهم ... لقد كانوا يسيرون للخلف .
ليست كسعية لتندم / إنها تلعق جدران الندم بقلبها / إنها هناك صخرة ندم عجزت آلاف الجرارات عن اقتلاعها .
أم الأيام التي ولت تلك لازال الذئب يعريها لدمي ..، ومازالت تثمر في المخيلة نساءً وقرابين تلقى في الموقد كلما اشتد شبقهم / أولئك المقابل الممتن للصمت / والضيق الممتن للسعة / والذباب الذي سقط على عسل القبيلة .
أم العشرين ربيعا تلك لازالت قرباناً وملك يمين / ووسيلة مساعدة . تلك الفاتحة ..........ا | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 3:28 am | |
| التي أشرب عينيها
1
أشرب عينيها .. وكلما شربتُ استبدَّ بي الظمأ .
2
أَرِدُ عينيها .. كما يرِدُ الرعاة ُ آبارًا وأحواض َ أحلام .. وكما يهرعُ غزالُ القيظ ِ صوبَ غدير ٍ يكنز ُ الغيمَ والوردَ والظلال .
3
طويلاً طويلاً أشربُ عينيها .. وكلما هندستُ مخادعة ً صغيرة ً كي أقنع َ القلب َ بأنه ارتوى أزداد ظمأً الظمأُ نهر ٌ يفيض !
4 أشرب عينيها على مهل ٍ على مهل ٍ وكلما توهمتُ أنني أدركتُ بغيتي تكبر الصحراءُ في الروح وتسيل الهاجرة ُ في اللغة وفي الأوردة ِ يتدفق غبار ٌ كثير .
5
مليًّا أشربُ عينيها بيد أني أعودُ بجرار ٍ مليئة ٍ بالعطش ، وبقِرب ٍ محشوة ٍ بالسراب .
6
أشرب عينيها وكلما هجستُ ببساتينَ تفيضُ النضارة ُ عن أسوارها يمعن الرملُ في تناسله ِ الرصين متفشياً كالذباب ِ تحت الجلد ، كالذباب ِ الذي أكل الزمن َ بنهم ، وطفق غافيًا كوليمة !
7
مزهوًّا أشربُ عينيها كما يليقُ بطاووس ٍ مدرب ٍ على مسرح ِ الغطرسة وإذْ بركائبي تعودُ محملة ً بفراغ ٍ حامض ٍ وجفاف ٍ نبيل .
8
أشربُ عينيها وكلما كنتُ نهمًا أمعنَ القحطُ في شهامته ِ العتيدة .
9
أشربُ عينيها وكلما ظننتُ أنني ظفرتُ بمطرها الفريد تنزّه َ في القلب ِ خريف ٌ شره ٌ يوزع ُ قهوة َ الحزن ِ ويقول للمسرات ِ : أن ِ انقرضي كما فعلها الديناصور ُ ذات مرّة !
10
أشرب عينيها . لأغوي الفراشات ِ كي تسبحَ في نهر ِ المرايا وإذْ ببريّة ٍ شاسعة ٍ كحذاء ولامعة ٍ كمعدن ٍ صقيل تَعِدُني بموت ٍ رخيص ٍ وجنازة ٍ باردة !
11
أشربُ عينيها وإذ بصيف ٍ سمين ٍ يدعوني إلى وليمة ٍ من عذاب ٍ فاخر ٍ وجحيم ٍ فخور .
12
أشربُ عينيها ملتذًّا ، وإذ بي أعود ُ مضرجًا بالمفازة ِ ومثقوبًا بالمهب !
13
أشربُ عينيها ظنّة ً أنني أردم ُ أودية ً وأباغتُ الأقاصي .. وإذ بي أتكتّم ُ على تيه ٍ وأكنزُ حنظل َ اليأس .
14
أشربُ عينيها . ناصعًا كثياب ِ أبي البيضاء في صبيحة العيد كصلواته ِ الشذية في الفجر بيد أني أقطف عتمة ً وأملأ سلالي بالنجوم ِ المريضة . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:42 pm | |
| اللتــــــــــــــــان في الكهف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
"أما الصدقُ فيذهب جفاءً وأما هي فلاتمكث في الأرض / تتشبث بك كآخر محاولة للهروب المدجج بها /تظل ُّ معلقةً / شهيةً /بدويةً /سمراء/غيرمجلوب حسنها /تسعى إليك بلاساق ٍ وبلاقدم ...فيماتظل أنحاؤها المترامية مجهولة للفاحصين الوقَّافين /سهلة للعابرين السذج "
في الــ هناك عند تقاطع الـ هُنا بالـ ...هنالك تفترش إحداهنَّ ادِّعاءات حنونة وثرية ، فيما تحرِّك الأخرى الصدفةَ بين كفيها/ وتجرب بثـَّها المخاتل 0 .................. تصنعُ منها شمساً تلوح من بين بنانها وتستقر في رئتيك جمرة إصغاءٍ / وحقول ثلج ٍ / ولهبْ 0
تقولان لك : إنَّ الكلامَ من فضة والصمت من نحاس / و تخفيان عنك الذهب / رغم إدراكهما لكنهِ المطرقة المشغولة بتعدين سرابك.
تجلسُ في باب ِ الكهف مثل شحَّاذٍ يقلِّم السوقة بالشتائم ِ مابناه طوال الليل .
من عن يمينك تلك البدينة الممتلئة بالرَّغائب / وفي الجهة المقابلة تلك العصا/ العارفة بك 0 ................. أظنك لن تنسى رغبتهما المقدَّسة في احتسائك قلما /قلما وحيلة / حيلة ، وفناراً/فناراً.
...................... ولن تنسى حديثَ العصا عن ولعها بغناء بعض الأناشيد الوطنية لمنقار ٍ لدن ٍ أسفل بطن صاحبتها المكتنزة ، ............... تلك المدلَّاة في أعماقكَ/ كموازيين البنائين ، .................... تستخلصك لنفسها ، أنت الهاربُ من الصدق ِ والكذبِ ، ومن الجنة ، والنار/ أنت الـ... يحزنك فقط أن تظلَّ في الشارع عارياً .
ذلك الكهف (الخورنق) الذي يجتمع فيه الرعاة في أعلى" الذروة" يضمُّكم الآن ــ ثلاثتكم ـــ : تتحدثون عن تعدد الزوجات ، وعن الغنم ـــ الغرض من صعودهما إلى الجبل ـــ وعنك وعن الفقيه (معلم القرية) ............ تقسم إحداهن أنك لها وأنها لن توزِّعك بين القبائل ولن تقبل بشريكةٍ ... ــ تلك الموحِّدة ـــ إلا إذا كانت هذه التي عن شمالك .
ها أنت ذلك الغاضب من كل شئ ٍ طفلٌ مصبوغًٌ بالفضول والقناعة ، ................... لايرسوفيك برٌّ ولاتعتنقك سفينةٌ ولاترضخُ لملّاحْ
..................... ترضى بمقسومك ، وتقرِّر النزوح َ اليوميَّ إلى الجبل ِ بلاهدفٍ غير رؤية هذا الحشد من النساء / المكدَّس في هاتين اللبوتين ، وحماية جبلكم القريب من الكهف /الغرفةِ/السردابْ. ................... أنت الذي تضيِّع كل شئ ٍ حتى حذائك / تسأل نفسك : من أوكل إليك مهمة الحماية ؟ وأنت تعلم أنه ليس في العائلة من أحد ٍ يتوقع وجودك في الأعلى / أويرضى / إنهم يبحثون عنك في غرف الدار لعل َّ غفوة جَّرت حبالك إلى عقرها/ لايعلمون شيئا عن أمركم الذي أبرمتموه ذات علكة.
خروف صغير باسط ذراعيه قربكم يحرك ذيله كلما باحتا لك بنزوة ٍ مثلما تحرِّك وردة ٌ شفتيها على خدِّ إحداهنَّ كلما حشرتَ فحولتك في الحديث عامداً متعمِّداً0
أنت الآن تعدُّ أعضاءك ، كل نظرة تأخذ منك جزءاً / تحسُّك أخفَّ ممايجب / ماذا لوهبت الريح؟ !! ................0
ها أنتذا المفتي والقاضي، وصاحب الغزوات والسرايا ، بين يديك مظالم الغابر ومسائل الآتي / يتلطفن في سؤالك عن بعض أمور النساء / أنت القادم من المدينة في سني الابتدائية الأولى ، الدَّارس للدِّين على حقيقته ، المتفقِّه /الحَدَثْ .
ياه ــ1ــــ!ـــ!ــ كم قطعتَ في الأمالي !! ................ جسدان بضَّان يمليانِ عليك امتلاء المكان بهما وأنت تدون تضاريسهما بريشة في الذاكرة احتجتَ لانتزاعها من محبرة في الأفق لـــ ...... ولتوثِّق فُرَصَك ................. /لقد أصبحتَ ديوانيَّاً أكثر ممَّايجب 0
هذه العنقودية المكتنزة تحكي لكما عن حفلة كانتا تقيمانها كلما بلغ الرشد تيسٌ في القطيع ، و........ لربما استعارمنهما "ماريو يوسا" التسمية / ..................... أنت الحالَ تقلِّب في العلل.
تسحبكَ القرية لأيام ٍ معدودات وتصل إلى الكهف بهذه السرعة والبراءة؟! .
قل إنك لم : تصعد لسقي الغنم لصاحبتيك / ولم تفكر في خروفيهما أوفي شوكة الخورنق أو موضع حجرة سنمار قل لكي أطمئن على ماضيك المبجَّل / أنا الأعلمُ بالتواءاتك وشراهة ِ مريديك العطاش .
أنت تثقب بالونة ً لاعنتها قبل زمن أمام القاضي الموكَّـل بالضمائر/ / المسهب في تعدادهن لأغراض الستر والعفة المشنوقَين على خشبةٍ نصبها الوصيُ في التـَّــل ِ لصبايا القرى وسبايا الصمت والسفه والبعد .
الخبيثةُ ــ تلك العصا /خيط البخوروالعصفر ـــ تضمركتاباً ساذجاًعن محاكمات حدثت للمكان، وعن ِصلب للحقائق مارسته جاهزيات مطلقة ، وضرائر. ................ تقحمك باشتهاء ٍ في نقاش خصب عن زنا النظر وعن أطفال الأنابيب /متناسية ً مشروعية الاحتكاك العظيم قبل الكاوس بنجمتين ، وضفدعة غابرة.
تضخُّ الأخرى تلك القوّالة /الخصبة في وجهك استفسارات مهجَّنة وأحكام كأن تنسكب : أشمُّ رائحة الدواجن في خطواتي / مثل بقية السلَّة / اتقززمن رائحة الثورات ... هل لازالت الأرض تدور كماكانت ؟ وهل لازالت ..........؟
فسيلتان شهيَّتان أفسحتا لك المجلسَ/ العُش ... طارحتاك الحقيقةَ واللاجدوى ............ نزلتم في كوَّة الزمن سنين َ نارية .
لاشكَّ أنك الآن تجوس خلالهما بعتب ٍ وحرص/ تتسلل إلى خدريهما على أطراف أصابعك ................ كل فاغيةٍ منهما محاطة بالخفرِ والبراقع / والحجَّاب .
بلغك َمثل أي ِّ سامع ٍ أنَّ إحداهنَّ/ العصا أتقنت الكتابة قبل زواجها وحفظتْ "أجمل رسائل الحب " ذلك الكتاب الأزرق الغبي الذي أعيد طبعه لمرات وهو لايستحق الذكر/ وأنها ...قليلاً مايخلو كلامها من زقزقة العصافيرــ التي أصبحت لزمة ً مهمةً في اي رسالة حب في البلدة ـــ .................. شاغلة القرية تلك تزوجت وأنجبتْ أولاً ................. تلك ال........ جهنم التي أشعلت المراهقات بحديثها عن النعيم المقيم في صراخ زوجها ، ولكماته وقبلاته أيضاً .
" حارتنا في الجزيرة كانت مغلقة بينما كانت حارة إبراهيم مفتوحة يا هاني/ تخيل أنني كنت أعشق زياراته لأسباب كثيرة منها هذا السبب !!! /مرة مشيت بين اثنتين يتكسَّر الفل في عنقيهما حتى أوصلتهما إلى دارهما ممسكاً بخصرين من قصب ... أتذكر أيضاً صوت محمد عبده في عيديته الشهيرة / وهنَّ يرددن وراءه : "إن شا الله" كلماقال: من العائدين بكل سرور ومرح وأنوثة .............." (صاحبي )
لتوغل فيك اللعنةُ يا "إيتالوكالفينو" ها أنذا أترنح بين خاصرتين مثل صاحبك الفسكونت الـمشــــــطور/ ولا من تدافع عني بين المجذومات والــ .... ................ كما أنَّ خيل الأبجدية مداهنٌ في الغالب .
قد تنسى كل شئ ٍ إلا لثمة بليغة من الثانية /تكررت في الأحلام / وفي زياراتها المتصلة لداركم الفارغ منك ... حيث زرعتْ حول تلك الكعبة عددًا من الأصاديق والخرافات ، وأقامتْ "أحواضاً" من المعارك .................................. صاغتْ "أكواماً" من التحالفات ... أعادت بنود الوصاية والانتداب إلى العمل وفق تهورها واستعدادها لأن ترشوالعالم شريطة أن تزفَّ إلى حنايا الدارمشرَّبةًً بالبياض والورس ِ جلسة الكهف تلك .
......................... اعترفْ أن َّ هودجاً يحملهما لازال يترنًّح في خلاياكَ/ وأن منشاراً عتيقاً مافتئ يفصل العالم عنك / وأنَّ طوفاً زمنياً ــ يختلف عن طوف ساراماجوبالطبع ــ يمضي بك بعيدًا عن ترابك َ وعنهما / يقرِّبك من جوهر تلك الأيام / يباعدك ويدنيك منهما، وأن خياشيم الأسماك في المحيطات تتحدث عن رائحة قادمة من الشرق / حرائق من فضول ٍ وعنب وخبايا نساء وخناجر وأرصفة مليئة بالقش والأسماء والحيل والاسترضاءات والأجنة .
قل إنك تمجد خلسة ً دفعتك في الفضاء / وجرأةً علمتك كيف ترسم شكلاً مقاربا ً للأرض بعيداً عن هيمنة الثقوب النحاسية والنياشين والـــ...
قل: إنك تمقتُ الجمع / والتعدد والحضائر وأنَّ غزالتيك حاضرتان في كل النساء وأنَّهما ...................... | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:43 pm | |
| التي في الأرجوحة.
في المشهد ، أرجوحة وقمر .. أيتها الأرجوحة : رفقًا بالقمر ! ويا هذا الهواءُ : كن ناعمًا ورحيمًا . أيها الناظرون : اخفضوا أبصاركم كيلا يخسر قمري حريته البيضاء . أيها الفولاذ الطائرُ ترفقْ بهذا المضيء وكن له بهجة ً مجيدة ً وسماء ً أخرى . أيها المكان : ارشقه بالياسمين ، وعطّّرْ وجهه بندى الوردة . في المشهد ، أرجوحة ٌ وقمر . كلما طارت الأرجوحةُ عالية ً كفراشة ٍ في الهواء ، يتجهمُ القلبُ وكلما هبطتْ يقمرُ فيه ربيع ٌ بهيج . في المشهد أرجوحة ٌ وقمر . فيا أيتها الأرجوحة ُ : رفقًا بالقمر ! تلك التي في الأرجوحة ِ تلك التي في المشهد ِ تلك التي في الصورة ِ قمر ٌمن أرض الكنانة ِ ولهذا ـ وعلى حين غرة ـ فاضَ النيلُ في حجرتي .. النيل بأشجاره ، وطيوره ِ ، وأشرعته البيضاء . النيل ب"غيطانه " الغنية ِ بالأثمار ِ والأقمار والأزهار والشموس الشهية . النيلُ الذي يبتكر ضوعا أنيقا كضوع النساء ويهمس نجومًا من حرير ٍ ومقامات ٍ من نرجس ٍ وغزالات ٍ من فضة ِ الماء . الورق الأبيضُ الذي أمامي الآن لم يعدْ ورقًا .. أضحى سربَ حقول ٍ تموجُ فيه الكلماتُ عالية الأعناق ِ كالسنابل.. ثمة خضرة ٌ باذخة ٌ يلامسُ ربيعُها خريفَ الفؤاد ِ وتغوي خصوبتُها صحراءَ الروح وتحرّضُ الرملَ الذي يحتشدُ في أعماقي كي يستحيلَ مآذنَ من ورد ٍ وأبراجًا من هديل ٍ ودرّاقًا سخيًّا وريحانًا صاهلا وأجنحة ً من مسك ٍ مقدّس ٍ وكحلاً لعيني غزالة ٍ نافرة . الورق لم يعدْ ورقًا كأنَّ النهرَ يحررني من قيظ ٍ جلف ٍ وصخر ٍ غليظ . كأنه يأخذني من أطراف أصابعي لأحلّقَ عاليًا .. كطائر ٍ من عسل ٍ وضوء ٍ وقرنفل ٍ . كأنه يحرضني على تجاوز " طينيتي " المعتمة علني أصير كائنًا من نور وكينونةً من براءة ِ البراءة . أمشي على أهداب الماء ِ طفلا من غير سوء ٍ مغسولا من آثامي الصغيرةِ الأولى فيما يفوح الريحانُ من جسدي وترفرف تحت جلدي عصافيرُ النهر ، وتحلّقُ فوق أهدابي نوارسُ الضفاف . الورقُ لم يعدْ ورقًا والكلماتُ ليست كالكلمات . أهكذا يصنع قمرٌ من إناثِ الكنانة ِ كل هذه الأعراس ؟ أهكذا توقظُ حروفهُ تلك القناديلَ الغافيةََ في غرف الروح ؟ أهكذا تحرّضُ إطلالته هذه الجيادَ المنطفئة َ على الصهيل ؟ أهكذا يرتّبُ قمرٌ كهذا فوضى المساء ِ الكئيب ؟ أهكذا يجعلك تستردُّ وجوهًا ودعابات ٍ وأحلامًا هاربة ً ؟ الورق لم يعد ورقا يدخل القمرُ / النيلُ / ويتبعه " أمل دنقل " ساردًا قصيدة ً عن عاشقين ماتا إخلاصًا . يقتحمني " نجيب محفوظ " مبللا بالمطر ، مبللا بنساء الروايات العذبة ، فتستسلم قلاعي كلها ، وتتفتح الأبوابُ ، وتتداعى الحصون .. يداهمني " الأبنودي " بصبيّته الفاتنة ِ التي تغسلُ شعرَها في النهر ساعة الأصيل ، يداهمني بمرثيته الرائعة " يمنه " إذ يقرّرُ البيتُ في خاتمة القصيدة ِأن ينهار ، بعدما انطفأتْ السيدة " يمنه " وكأنه استحى أن ينهارَ في حضرتها المضيئة ! أسماءٌ كثيرة ٌ جعلتْ الورق ليس ورقا وتلك التي في الصورة تتأرجح جعلت الورقة بستانا وجعلتني كأنني في نزهة ! نسيمٌ شفيفٌ يهبُّ من حقول ِ رسالتها العذبة ويحرّرُ رئتي من غبار الزمن ! كلما تلوتُ رسالتها ، أضحت الكلماتُ أشجارًا والحروفُ زهورًا وأبدو كأنني في نزهة ٍ وكأنني في بستان ٍ وكأن النيل يتدفق في حجرتي ! ثمة عشبٌ يتمدد تحت قدمي كسجادة ٍ فارسية ٍ أنيقة . كلما خطوتُ ، أمعنَ الأخضرُ في اخضراره وتمادى العشبُ في وسامته الفاتنة . والأرض في أنوثتها . ورقها ورسائلها وكلماتها وصورها وأرجوحتها وبسمتها التي تشبه الفجر .. كل هذا يقودك إلى ضفاف روحك المحلقة وإلى معدنك الأول .. وإلى أعراسك البكر .. | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:48 pm | |
| ذات الأسماء اللا......(هي )
المجنونةْ، العاقلةْ ، الطاهرة ْ، الملاكْ الجميلة ْ ،الأكثرقبحاً،الخطيئة ْ،الصلاة ْ، المحبوبة ْ،الكارهة ْ،،الخرافة ْ،الوهم،ْ الوقيعةْ، الصلحْ،الوفيَّةْ، الغدَّارة ْ، المدلَّلة ْ، الحرونْ، السبية ْ، الحرَّةْ ، المؤمنةْ ، الكافرة ْ، القنوعةْ ، الطَّمَّاعةْ ، السجَّادةْ ، الجاحدة ْ، الشاكرةْ ، الراقصةْ ، الغريبةْ، الأصيلة ْ، القريبة ْ، البعيدة ْ، القصيرة ْ، الطويلةْ ، اليافعة ْ، الحيزبونْ، السماء ْ، الأرضْ ، الفناءْ ، البقاء ْ، الكرمْ ، البخلْ ، النحيلةْ،البدينةْ، المستنفرةْ، الرصينةْ، الودودْ، الولودْ، الجديدة ْ، القديمةْ ، الصهباءْ، الشقراءْ، الأعتى سمرةً، الهيَّابة ْ، المتوجِّّّّّّّّّّّّّّّّّّسةْ ،المــــــــــــــاءْ/النارْ، الظلْ ، الضوءْ، اللحنْ ، الصدىْ ، القيلْ ، القالْ، الضجيجْ، الثرثرةْ، السدرةْ، العوسجةْ ،الريحْ ، الغبارْ، الغيمْ، المطرْ، ، الأنواء ْ، الأهلةْ ،الشبقة ْ، البتولْ، الذاكرةْ، النَّمَّامة ْ، ، الحاضرة ْ،الغائبةْ، ماتبقىمن الكأس ،مافاض من الكأس، الصوَّامة ْ، الأكولْ ، القوَّامةْ ، الجَلوسْ ، النورْ، الظلامْ ، الأسىْ، المواساة ْ، السلوىْ، البلوىْ،الأروىْ،الأظمأْ، الصرامةْ،اللينْ،البرودْ، الشغفْ، الفراقْ،اللقاءْ، الوصولْ ،التيهْ، الدواءْ،الضياعْ،الداءْ،الطروبْ، الصبابة ْ،اللامبالاةْ، الشكَّاكةْ، القادمةْ،الذاهبةْ،الكمالْ،النقصْ، لتبدأكل القصائد بهذه الأسماء اللاحسنى لحبيبتي أنا الرقمُ الذي يلي كل تلك الأحرف. ومع ذلك لايبدو. | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:49 pm | |
| البضة ـــــــــ
في الظلال السخية ِ ، بأحد بساتين النخيل العامرة بالعصافير ، والمغسولة بالنسائم . جلستْ هادئة ً مثل غيمة ٍ بضة . في اللحظة ِ التي أبصرتها كان أسفلها المقمرُ عاريا وكانت تقضي حاجتها من الظلال والضوء والراحة والتأمل في أنوثتها الناضجة . أنوثتها مرآةُ الجسد . أنوثتها أعراسُ الظلال .. في ذلك الهواء الطلق ، الهواء المتحرر من أغلال ِ صيف ٍ ثقيل ٍ كرصاص ٍ لا يُحتمل . أبصرتها مقعية ً كلجة ٍ باذخة . حقلها الوفير كان باديًا للعيان ، كان مكسوًّا بعشب ٍ لامع ٍ ومتطامنًا كقديس ! بزوغي المباغتُ كشهاب ٍ ، أو كغزال ٍ ، أو كلمعة برق ٍ ، جعلها تجفلُ قليلاً .. كمهرة ٍ فقدتْ طمأنينتها خلسة ً. عدلت من جلستها .. ولكي تستر عري مثلثها الوفير . مثلثها الفائض ، أدارت لي ظهرها بهدوء ٍ سريع ، أو بسرعة ٍ هادئة .. بدت مؤخرتها أكثر جلاءً من قمر ٍ ذات ليلة ٍ صيفية . كانت ملساء وذات استدارة ٍ عامرة استدارة كالرغيف استدارة كالقمر استدارة تضرم في الروح اللهب ! محاولة ستر المثلث العشبي المثلث البض العامر الوافر الفائض كشفت لي عما بدا أكثر اشتهاء ً ، وبهاءً ، من المثلث نفسه . أدهشني كثيبها ـ إنه لشهي ٌّ ذلك الكثيب الهائل الأبيض ، الحليبي ، المجبول من زبد ٍ ، وقشدة ٍ ، ومرايا . قلتُ هذا من دون أن أقول . وتملكتني دهشة ُ من يرى عريًا أنثويا كاملا / وناضجا وعامرًا لأول وهلة .. أدركني خجلٌ طفوليٌّ فانسحبت . مضيت متهاديًا بين أشجار النخيل بدت لي تلك الأشجار حسانًا فاتنات . فيما كانت تمشط النسائم ضفائرهن / الحرير على مهل ٍ على مهل . ليست امرأة ً ما رأيت . إنها لجة ٌ باهرة بحرٌ من عسل ٍ غيمة ٌ من حليب ٍ جسدٌ مدعوكٌ بعناية ِ الأقمار غزالة ٌ من ضوء ٍ قمرٌ من خبز ٍ أنوثةٌ من ياسمين ٍ ومن لؤلؤ ٍ .. مهرةٌٌ من حقول الشموس . تلك البضة ، سيدة من حيِّنا الذي يسمى " البستان "، حينا الفقير ، البائس ، الغني بالأنوثة .. ـ ياله من مشهد ٍ فريد ٍ لأنوثة ٍ طاغية . هكذا هجست ـ فيما بعد ـ وتحديدا حين امتلكتُ خيولَ الكلام . إنه مشهد شهي لسيدة ٍ عارية ٍ في زمن ٍ لا تبصر فيه عيناك غير السواد الكئيب . حين أصبحتُ يافعًا بما فيه الكفاية استبدَّ بي ندمٌ فادح . ظلَّ يخزني مثل نصل ٍ صقيل . ماذا لو لمستٌُ تلك الثمار الشهية ؟ ماذا سيحدث لو أنني لمست ؟! | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:51 pm | |
| الصوّالة ــــــــــــــــــ
شاهقة في الانحدار ِ جليَّــة ٌ تضع أيام الأسبوع في راحتها ثم تبدأ بتحريكها / عهدتها تمسك مسبحةً تربوا على الألف / تنطِّقهابأرغفة عسلية تضعها أمام الجائعين كلما شبعت .... لم أصدق ماقيل عنها من .............. وأنها تأكل سبعة رجال إذا جاعت وأنها .........
حين تهم بحشو الأحد في خانة الخميس تتعرَّى لتغري الخميس بالخروج من الخانة أولاً ... وحين يصدِّق المسكين الحيلة يجد أمام أنفه بعض الجرانيت والبيريل والعقيق .
صاحبت أبا البراء الأصفهاني سنين طويلة / ثم استلفت منه سواكًا لم تعده إلى الان . ... قيل أنها تعيره لصديقاتها في البوتقة ..................... تخدع القادمات من الريف بليونته / تمنحهن شيئا من طيبة قلبها وتأخذ منهن مقاطعات من البراءة واللطف تتوشحها في غزواتها الآتية .
في إحدى خطبها رفعت صوتها عاليا حتى كاد يلامس عمامة المفتي : قالت إنَّ إبهام فتى ً في هولندا أنقذت الوطن من الغرق ....................... كانت تتحدث بتأثرٍ بالغ وهي تترحم على ذلك الغلام الذي تحوّل إلى إبهام قبل أن يلاقيه مصرعه .
لا أصدق أنها حوَّلت مجرى العالم إلى نحرها الملئ يالأشباح والقديسن والطلقات .
لن أكون منصفاً إذا استسلمت لغرابة الطريقة التي ترشق بها المعجبين / أو لمراسيم الكدية التي تمارسها على قارعة الرقابة ..................... سأكذِّب الأعلام الرسمي كالعادة وسأخلق من نفسي صابراً محتسباً تارة وثائراً تارات علي أصل إلى أرومة التخلص والمراوغة .
مرةهزّت المذياع حتى تمايل صاحبة ..................... أكملت الحديث على الرصيف ... قالت : الوصاية قاتلة / والرجل ملئ بالمرأة ... الكبار تناسلوا من ركبة الملعون اليسرى / النساء شقائق الرجال والرجال (شقائق)النساء ..........................
سأقول لك أني تركتها وهي محيطة بجمع كبير من الناس /تعركهم "عرك الرحى " تتحدث عن استراتيجية قائمة وهراء واضحٍ ........................ ............................ هذه الثرثارة لاتعرف شيئا عن جدية المتحرر/ وصدف العابر وصلابة الصمت ............................. وأنها باتت قريبة منهم ,,, وأنك لاتعبأ بشئ . | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 12:52 pm | |
| الضحوك
ضحكتها غنية ٌ بليل ٍ ثريٍّ ،
وأحلام ٍ صافية . كلما ضحكتْ .. تبرّجتْ في القلب ِ بساتين ، وتبخترَ نيلٌ في غرفة ِ الصحراء .
كلما ضحكتْ ،
سطعتْ في سماء الروح ِ شمسٌ فذة ٌ .. وتنزه قمرٌ من نعناع ٍ وتمايلتْ في بريّة ِاللغة ِ غزالةُ القمح .
ضحكتها ضوءٌ
يغسلُ عتمة َ الفؤاد ِ وظلامَ السريرة .
حين تصغي لقهقهاتها
تملأُ العصافيرُ قفصَكَ الصدري والحقولُ فضاءَ سريرتك .. وتحسُّ أن العالم باتَ أقلَّ وحشة ً وأن الوجوه أكثر َ طيبة ً وأن " على هذه الأرض ِ ما يستحقُّ الحياة " ـ كما يقول الميتُ الحي ُّ محمود درويش .
ضحكتها تقطرُ صحوًا
حين تتناهى إليكَ تتأكد من أنوثة اللغة ِ وأنوثة ِ الشجرة ِ وأنوثة ِ الأرض ِ وأنوثة ِ القصيدة .
وتسمع حينذاك خريرًا جميلا ً
يتدفقُّ تحت جلدك الذي لوّحتهُ الشموسُ وأرهقته الظباء .
ضحكتها عذوبة ُ الماء ِ ،
وحلوى الوقت .. ضحكتها ، هديلُ نبع ٍ وسيم ٍ ما إنْ تمسسكَ كهرباؤها حتى تستردَّ طفولتك َ الشاردة ومرحكَ الغاربَ وصفاءكَ القديم .
ضحكتها الطرية ُ كالغصون ،
الشفيفة ُ كالندى .. ما إن تجتاحك حتى يتفتح الوردُ في جراحك ويلمع في مساماتك فجرٌ أبيضُ و يسطع في عينيك فرحٌ كريم .
ضحكتها ..
بستانٌ فسيح ٌ تتراكضُ فيه ظباءُ السعادة ِ وأيائلُ الأحلام ..
ضحكتها
أفقٌ سخيٌّ تتبرّجُ فيه مروجُ الحُسْن ِ وحدائقُ المسرّات ..
إن أمعنت َ الإصغاء َ
تشهقْ الغيوم ُ في سماء ِ قلبك َ وبأعماقكَ المقفرة ِ يهطلُ مطرٌ ناعم ٌ ووردٌ كثير .
إن مسّتْكَ ضحكتها
تحتلكَ خلسة ً وردة ُ الربيع ويسرقك َ صوب الأعالي أريجُ البهجة ِ الخضراء ..
هذه الضحوك ..
أمامها مثقلٌ كهضبة ِ ورد ٍ أو كغطرسة ِ مئذنة ٍ أو كبستان ٍ مكتظ ٍّ بالرمان ِ المتكبّر .. أو كعنقود ِ عنب ٍ يبالغُ في اكتظاظه ِ الثمين ..
خلفها مائدة ٌ عامرة ٌ
بسحاب ٍ ثقال ٍ .. خلفها كثيبٌ من جمر ٍ ناصع ٍ وحرائق من شهد ٍ ورطب ٍ شهيّ .
تلك الضحوك ..
عيدٌ من بروق ٍ وافرة ٍ ومدينة ٌ مجبولة ٌ من أقمار .
كلما أصغيت لضحكتها
اقترحتْ عيناها أن أكونَ نزيلا في فندق الصهيل .. أو ضيفًا مقيمًا في نزل ٍ من غيوم .. | |
|
| |
نفسي
الجنس : عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 21/09/2009
| موضوع: رد: النســــــاء ... الجمعة مارس 02, 2012 1:05 pm | |
| صــــــيــَاد
ــــــــــــــــ
كماتتسلى امرأة
برشق الصبية
بتأوّهاتها
في الأماكن
العامة ،
وكماتولدشجرة
في حضن غريبٍ
....،
وكماتضحك
راغبة في منتصف
الليل ،
وتتعاطى جرأة الشبان
عند النبع
في التلويح لها
بكلمات مدببة
وطولية ودهنية ،
تجلس هذه
الزرقاء
الحادة البصر
وتخيط فستاناً
جميلا لفضائحها
القادمة
وكلما استوى
الفستان على
خيالاتها
هدَّت البناء
بكل برودٍ وأريحية
وفخر .
لاتنتظر أحداً
كبنيلوبي
لأنها لاتؤمن
بالفرد
رغم برجماتيتها
المستندة إلى
اللامنطقي
والمنسق .
..............
تنتظرجمهوراً كبيراً
من السحرة
والأولياء
وخطباء المساجدِ
وفتيان الأرصفة
والمتزوجين
حديثي العهد
بالمنشطات
والمزلقات
واستجواب
الغرف المهيأة
للصمت.
هذه النزيلة
لاتفارق الشواطئ
والأرصفة
وأضلع القراء
وبائعي الصحف .
تسللتْ يوماً
إلى غرفة رئيس
تحرير نيئ
وأسلمته بعض القصاصات
والتي قالت إنها
تود أن تنشرها
باسم لامع
ومصقول
وعقلاني
وخنثوي
وحين بدأ ذلك الحمل
الركل
منحته قدسية
وعل ٍ
وأوصلته إلى الصفحة
الأولى منها
...صلبته عنواناً
بارزاً مضمونه:
" لاغالب إلاالله"
ثم َّ
أسرت إليه ببعض الدراهم
والهدايا .
أحدالمصطافين
في ذاكرتها
رأها تشتق سفينة
لعوباً بأظافرها
...............
بعدذلك
قيل أنَّ خفر
السواحل وجدوا القبطان
مخنوقاً بتاجها
المرصع بالنساء
والقصائد.
ووجدوا
أحد العسكر مدفوناً
في الرمل بعد
الحادثة إلى نصفه
الأسفل
...
للتأكيد
لقدكان الدفن
من الأعلى
إلى المنتصف
على العكس تماماً
من الهيئة
التي وجدت فيها
فرجيني مدفونة
في "الفضيلة "
أو "بول وفرجيني ".
هذه الــ تلك
تنسج شرفات
مأهولة بالأراجيز
للشرّاب
وطالبي الترمس
واللبن الأبيض .
..................
قد تسمي نفسها
"ستلا" تواضعاً
وقدتدعوها"اسبرانزا"
تدللاً
وقد............... .
هذه الناتئة
كشاعرة عمودية
تلتحف المخبرين
وحراس الفضيلة
وأشباح الخلطات
السادرة المفعول ،
وتصغي لنخب
من الأيسكريم
والمحاربين
القدامى
وحراس المقابر.
رمتها الأقدار ليلةَ
في سلة أحد
الرماة
فصنع منها كنانة ً
كيوبيدية نافذة
... تعمل في
ظهور المغنيين
ملايين الثقوب
والأرصفة
والجزر
...............
كأشطان بئرٍ
حيوية
لمحت سرباً
منها .... 0
مصفاة الرجال
هذه
ولدت في مساءٍ
شتائيٍّ مغبر
ذات صهيل
......
قيل أنَّ جولاتها الأولى
كانت عامرة بالغارات
غير المتوقعة
..........
أغارت على نهر طويل ٍ
طويل وسرقت طوله
........وعلى بخيرة راكدة
فأخذت وقاحتها
كما انهالت على أحد
المحيطات
بالتقريع فسلَّم لها
عمقه عن طيب خاطر0
مجمع النساء هذه
تصلِّب كثيراً
وتشهِّد أكثر...
لا أبالغ
إذا أكدتُ لي
أنها أخذت كثيراً
من الأبقار
السائبة
في القرى
والجزر النائية
وحين كانت النساء
بنات جنسها
يجأرن بالشكوى ،
ازدادت شهوة
الأخذ عندها 0
هذه / تلك
المتعدِّدة
عالم خشن
وودود ....
تربو على الألف
وثقل عن الواحدة .
..........
أكثرنعومة
من الحرير
وأخشن من الفولاذ
..................
لاعلاقة لها بأية
سندريلا
قديمة أو محدثة
.....................
وليست امرأة
من نداء ٍ وماء
كماقالت إحدى
صديقاتها
إنها ...................
| |
|
| |
| النســــــاء ... | |
|