الفيلسوف ( الحالمــ )
الجنس : عدد الرسائل : 210 تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رسائل في زمن الغربة - هناء القاضي ...وغريب عسقلاني - نص مشترك الأحد نوفمبر 29, 2009 12:31 am | |
| الشاعرة الدكتورة هناء القاضي والأديب الروائي غريب عسقلاني في..رسائل في زمن الغربة " نص مشترك " عتبة الدخولتنأى المسافاتُ بنا تضللنا الطرقاتُ, يحتلنا زمنٌ جديد ليس كالذي عشناه. هل يصبحُ الذي عشناه ذاكرة بعيدة, أم تصبحُ الذاكرة مساحاتٍ لحياة جديدة كيف واللحظة أصبحتْ خميلة نفقت أزهارها.. نبتت على جوانبها ينابيعُ العطش كيف.. ؟ والليل فاصلة عند موعد الآتي مع جفاف حليب الممكن, وقد تخثرَ في الصدر لبنُ الشوق, يا امرأة بعيدة, بعد الرمش عن بياض العين.. هل تسربلنا حموضة الأشياء؟ آه.. ما أبعدَ مسافات الفراق آه من جغرافيا تشكلها آهاتُ الانتظار.. آه من وقت غدر القدر.. هي.. وتباريح الوجدوأنت بعيد أسافر ُ خلفكَ/ في كلِ القطارات.. أنتظرُكَ.. في كل المحطات/ أجوبُ الأزقة وفي زاويةٍ..مع فناجيني /أفكُ طلاسمَ الحروفِ والرسَومات أنتظرُ.. أخباراً عن مواسمِكَ/ تأتيني بها القبّرات إليكَ.... أشدُ رحالي/ أعبيءُ حقائبي.. تراثي وبخوري.. وروعة ..أسحاري ذاتَ صباح ستصحو وأنا أمسحُ قطراتِ الندي عن جبينك بأناملي أمشط ُ خصلات ِشعرك وفي مرفأ عينيكَ سأختمُ كلَ أسفاري وستدركُ أنّ كلّ النساءِ..أنا وأنكَ.. لي كتبتَ أجملَ القصائد ِوالأشعارِ هو.. وليل الجوىأنا لا أطمعُ بغير واحدة من بين النساء الساكنات فيكِ. تأخذني من جوعي إلى طعم الشبع، تطردُ عني ظمئي، تطفئ فيَّ جفاف الريق، تبذرني شهوات الارتواء... هي لي.. والنساء الساكنات فيكِ، كلهن غنياتٌ وجميلات لرجال غيري واهمين, تضربهم تقاسيمُ النساء، تشعل فيهم نزوات الفحول الزائفة، فيخرجون من سباق الرحلة خاسرين. يقبضون على الريح، لا يدركون أنّ النساءَ الساكنات فيكِ، أقربُ من حبل الوريد للمحبين فقط، أبعد من مجرات السماء على من ينصبون شباك المصيدة. أما أنا: أنتِ لي صوتٌ وروح، رنة ضوء الفجر، وعباءة ليل، ونجوم راغبات. وامرأتي التي أنتِ فراشة ترشفُ القطر من كأس زنبقة، تعشقُ الفجر. هي كالحقيقة تنشرُ الضوء ولا تحترق. والحقيقة أنتِ/ رجفة على سن القلم، ترسمُ كلمات في سطور، تأخذ مجراها على البياض، تصبحُ امرأة تبحثُ عن حياة فوق ما يحدث في الحياة، تصبحُ أشواقا مجللة بالبهاء. ترقصُ في فضاء الروح أميرة لا تدخلُ قصور الأمراء.. تأخذها الدهشة من بشر يتجملون بالأكاذيب وأردية الزيف، لا يدركون رغبات الروح.. كل ما يفعلون أنهم يتقيأون الحياة.. إنهم في رحلة وهم لا يدركون، يبدءون من الموت، وإلى الموت أحياءً ينتهون.. وهي/ أنت والحقيقة توأمان. هي لي من بين النساء.. "امرأة من نبض صوت ومن رجفة ضوء.." لا تساوم قلبها..عقلها حاضر، لا تخطئ ألاعيب الرجال، وأنا لا أجيدُ من اللعب غير الحلم، أستحضره زماناً ومكاناً وامرأة فراشة تأتيني في موعد شوق، تنشرُ في دروبي باقة من نبض وجد وتطير.. في الحلم أركبُ أجنحتي، أسبقُ لهفتي إلى شرفة المواعيد ربما أسبقها، ربما تسبقني, عندما أصحو تغادرني كلُّ النساء اللواتي عرفت.. واحدة لا تغادرُ الحلم.. وتبقى.. هواجس حادي القافلةلِمَ تأخر الفرسانُ عن ركب القافلة.. مَنْ يحاذي هوادج عرائس الحلم في البلاد البعيدة.. أم تراهم شربوا ماء الوهم.. ظنوا أنهم يذودون عن بقايا الحكايات ما بعد الخراب. آه من وجع القلب عندما تسكن في القلب غربانُ الخراب آه من لهفي على ماجدات يتلظين فراقا لِمَ تأخر الفرسانُ عن صهوة الوقت قدري أنْ أنفحَ على مدار الوقت في ناي الوجع. هي.. وتباريح الوجدوحيدة.. أقفُ عند شواطيء ِ أفكاري يُلقي إليَ المدّ حقائبَ مليئة ًبالنوارس ِ والأخبار يا بعيدي .. بم تفكر؟ أترُاكَ تغارُ...؟ لو علمتَ, أنّ غيرك اللحظة في جواري! أنا.. نعم.. أنا أغارُ عليكَ من كلّ النساءِ أغارُ عليك من لغة ِ الحوار في خيالاتي.. نسجتُ خيوطَ مساء يجمعنا.. أنا ..وعينيكَ.. وسفن َ إبحاري.. يا لهذا الجليد الذي يغمر ُ قلبكَ.. وأنا أمامك أحترقُ..بناري فقل لي كم من الأشواقِ ترضيك؟ وكم من العمر أعطيك؟ وكم من الكلماتِ سأظلُ أكتبُ فيك؟!! هو.. ليل الجوىاخرجي من جلدكِ قبل أنْ يسكنه الطفحُ، ويغلقَ عليه أبواب الخروج، اسكني روح فراشة, اطردي كلّ كوابيس المكان الذي أنتِ فيه, غادري غربتكِ إلى بيتٍ أمين , واطلبي الرحمة لمن يأخذهم وهمُ نعيم الإقامة في المكان, يمتلئون بوجبات من لحم البشر, يسكرون على أنخاب الانتصارات الصغيرة، لا يدركون جحيم نهايات المشاوير عندما تحملهم قطاراتُ الرحلة إلى خواء وصقيع. إني أراكِ بعين قلبي، وقلبي لا يخطئ نبضكِ. إني أراكِ تلوكين الوسائدَ، دون صوت تصرخين.أرهف السمع إليكِ تمضغين الوجع.. تأكلين الوقت.. والوقتُ دميمٌ وبطيء.. إني أسمعُ روحك تصرخُ من بعيد: - كلّ ما حولي هواء يحترق. - هي رائحة الشواء ما قبل الاحتراق. لا تيأسي، لا بدّ أنْ تنبضَ روحكِ فيهم كالضياء. سرك يطفئ فيهم ما تسرّبَ من سواد الشهوات. وإذا ما داهمك اجتياحُ الألم غادري زمن السواد إلى البياض. لحظة, صمت الهواء عن اللهاث. رجفة أخذتني إلى روح اليقين.. إنك تتسللين إلى طقس جديد. ويقيني أني أراكِ فراشة. تسكرُ من ماء الندى. والندى ماءٌ زلال مثل بلور يشعُّ. صوتكِ حطّ على أنفي تتدلل.. وشوشني: - سكنوا الشرانق يتطهرون من دنس الشواء. **** في الصباح، أول ما رأيت فراشة سكري، تهبط على كأس زنبقة بيضاء مغمسة بالندى.. تمتصُّ الرحيق وشذا الرحيق يعبقُ في المكان، يستدعي فراشات نقرن للتو جلد الشرانق, يرقصْن ويصدحْن غناءً: - أمنا تسكنُ كأس الزنبقة. رحتُ أحدّثُ نفسي: "إنها امرأة أعرفها سكنتْ روح فراشة." وانشغلت أبحثُ في معنى المعاني، فيما انشغلتْ هي بإرضاع الصغار من رحيق الزنبقة. هواجس حادي القافلةالعشق قدر.. لا يأتي بقرار, فهو إن غاب حضر.. والبياض يا ولدي من طبع الحرائر. والله صاحب القدرة وحده يملك ما تخبئه السرائر. هي.. وتباريح الوجدكم أحبُ.. أن أكتبَ لك يا بعيدي فالكتابة لك صارت من طقوس عشقي فتعالَ لأنثرَ حولك بخوري.. وعلى صحائف صماء أقدمُ لك قرابيني ونذوري وأسفح فدى عينيك...ياسمينا وفلاً ..وجوري ......... ستدوخُ بتعاويذ شعِري ويُصبحُ كلكَ..ملكي وأنتَ تقرأُ رسالتي سأشعرُ بدفيء أنفاسك وأسمعُ صراخَ لهاثك ستفتحُ الريحُ شباكي.. ويبللُ المطرُ أوراقي حين تتساقطُ دمعاتي ستضمّ رسالتي إلى صدرك حينها..وأنا في البعد سيدقُّ قلبي..مع تسارع ِ دقاتك وسأعلمُ يا بعيدي أني..مازلتُ حُبكْ وأني ما برحتُ يوماً... ذاتكْ وأن وصول بريدي هو ...جلّ أمنياتك وأنكَ يوم قررت الرحيل عني كنت تمارسُ.. أعظمَ هفوات هو.. ليل الجوىكلما جئتُ إليكِ ابتعدتِ.هل هو الخوف من تلاقي النبض في قلبين اعتادا اللهاث؟ أم هو الشوقُ الذي يحذر من اقتراب المسافات؟ إنني طرتُ على رفة قلبي , وتجشمت السفر، أقتلُ المسافات اللعينة، أتحررُ من ظلمي لنفسي، أقسمُ أني لن أضيّع ما تبقى من العمر في الحسابات الصغيرة. والحسابات الصغيرة قد أخذت عمرينا هباءً.. طرتُ والشوقُ رفيقي، في جرابي فصولُ الحكايات، أتزوّدُ بالذي كان, والذي صار في الصدر آهات تحملُ أحلى الذكريات. والمسافة بيننا هي بعضُ ما عشناه خارج عمرنا الهارب منا.. تاهت الطرقاتُ، باتتْ أطول من مدى الأشواق. أقصر من وشوشة النبض إلى لهاث القلب في لحظة وجد.. جئتك ملهوفاً.. هل أدخلُ مدار الالتباس..!! لا تهربي مني, فأنا لا أراكِ كما يراكِ غيلان التواريخ في الأجندات الصغيرة. لم تكوني يا سيدتي يوماً خاطئة مثل المجدلية، لم تقفي عند نواصي الطرقات تعرضين بضاعة الشهوات، تحترفين الغواية وقتل الطهارة في النفوس، لكنهم أرادوك مريام. ومارسوا فيك كلّ ألوان السفاح، وتناوبوا عليكِ، أطفأوا فيك قناديل البياض، وأدوا برعمة الحقيقة. أنت لست المجدلية ولا العصر ميعاد الأنبياء، أنت ضحية, والحقيقة ليس لها وجهان إلا عند من ركبوا أحصنة الرهان قبل أن يتعرّفوا على طباع الأحصنة الأصيلة.. هل عرفتِ ما الذي أحمله إليكِ؟ إنه الشوقُ مع فصل في الحكاية. والحكاية بيننا لا يعرفها مَنْ تخدعهم الصورُ على سطح المرايا.. فالذي يحملُ في صدره وردة شربتْ من ندى الفجر, يرى قلبه على مرآة امرأة بعيدة. هل عرفت سر فتيلة القنديل كيف تضئ العتمة في ليل الجفاف؟ فأنا الآن أعبرُ الطرقات إليكِ، أقتلُ المسافات لا تبتعدي. هواجس حادي القافلةالريحُ صفراءُ تلونُ الأفق بالشحوب وصقيعُ الكون يزحفُ ينذر بالغروب لا خيار غير الهروب إلى الهروب هي,, وتباريح الوجدأخافُ من وحدتي أخافُ من غربتي أخافُ أن تقولَ لي.يوما أنك لم تستهوِ ..رسائلي ..وأنكَ لم تقرأ... بريدي أخافُ أن تنساني المرايا وتملّ أحاديثي.. الزوايا وأذوي في البعد وتنساني. ..الحكايا أخافُ أن تقولَ لي يوما أنك نسيتني.. وأحببتَ سوايا الصيفُ يمرُّ مسرعاً..أمام شباكي لا أضاء لي ..قنديلا ولا نثر وروداً في دربي ولا زرعَ نجوماً..في أحداقي يراودُ الخريف..ستائري يلهو بشَعري ويعبثُ بكتبي..وأوراقي أخافُ أنُ تهرمَ الكلماتُ ..في صدري وتتبلدُ الدموعُ ..في جفني أخافُ أنْ أصحو.. يوما ولا أجدُ من أكتبَ له حُبي.. و.. هو.. وليل الجوى ..وخاصرتُ كلّ النساء الساكنات فيكِ ما عداكِ, لم تخرجي منكِ تسبقك اللهفة إلىّ ما دهاكِ وما دهاني والوقتُ بيننا لعبة غادرة.هل كنتُ أنا الأسير أم أنتِ الأسيرة؟ أم هو الوقتُ خادعنا فولجنا السجن وتوهمنا أن بوابته تفضي إلى درب اللقاء. إنه زمنُ الخديعة يأخذنا قبل اللقاء إلى الفراق.. كيف حدث الذي صار.وأنا جئتكِ لا زوادة لي غير نبضي، وزغاريد ترقصُ في دمي.. ودمي سيلٌ تدفقَ , وعند المصب تاه.. ضاع في أرض سراب. وأنتِ تراقبينني من بعيد، والنساء خرجن منكِ يحطن بي، ما عدا واحدة لم تأتِ!! هي أنتِ.. إنني جئتكِ فاحتفت بي كلُّ النساء ما عداكِ.. وأنا يأخذني الجنون.. ما الذي أغضبكِ وما دهاكِ. وأنا مازلتُ أفتشُ في جرابي في المشاوير التي قطعناها سوياً فأري الوهم كما المرض في جسدي يقيم. هل أتيتكِ وأنا في حال المرض؟ واصطحبت أمراضي تزمّلني وتنثر بيننا شيئاً كالغبش.. فهربتِ مني. هل رأيت وجهي وقد شوهه الغبشُ، ورصدت خطواتي وأنا أبحثُ عنكِ بين النساء اللواتي خرجن منكِ لا نساء من حولي.. إن لم تكوني أنتِ تصبح الدنيا خواء والسؤال مازال يقتلني أين كنتِ عندما جئت إليكِ؟ بوابة الخروجالعذاب أنْ يخرجَ العاشقُ من روحه، يمارس الموت اختياراً، والحياة خارج النص نفق رصت فيه التوابيتُ بانتظار الجثامين, الطازجة النائمة على ذهول الفاجعة. والفاجعة ضحكة هازئة وعبوس خاطف عند لحظة الانفصال، وأنا الواقفُ عند عتبة الخروج من النص, أودّعُ روحي لبعض الوقت, يعبرني اليقينُ أنني عائدٌ إليكِ, فالحياة على الأرض زائلة قصيرة، والحياة في النص لا تعرفُ غير قانون الخلود, فهل أدركت.. أنت امرأة / قدر.. ... | |
|